رأيتهم يلتئمون بشوق وجيز ويبنون العمران ويزرعون الآمال وما يلبثون بين عشية وضحاها الا الانفصال وكيل التهم وتشريع الملامات والتراشق بالموبقات وسألت نفسي عن الأسباب فوجدتها نوعان بعضها غياب صدق البيانات والنيات وبعضها عدم فهم البيئات والمتطلبات فآثرت نصيحة ومقتضيات اولاهما معرفة ومعلومات وثانيهما تفاهم ونزول عن الرغبات وترك وقت للمفاوضات والبعد عن المثاليات والتنازع على الماديات وعدم ترك فسحة للمعنويات.
اعلمي أيتها المتأهبة للزواج انك ستخرجين من بيت ألفت عاداته إلى بيت لم تألفينه ومنزل لم تسكنينه وتقاليد لم تعتادينها. واعلمي ان المال ليس سر السعادة وإنما هو وسيلة معتادة فلا تركني كثيرا إلى المال فدوام الحال من المحال وتقاسم العيش خير مآل والصبر يزين الحال ويغني عن السؤال.
لا تكثري من الطلبات وكثرة الزلات فالقناعة كنز الملذات ورفيق الحائرات واحرصي على مال الزوج فإنه عرق جبينه وستر للمغيبات ولا تنفقي منه إلا بعد اذنه حتى تكوني من الطائعات.
صوني نفسك يصن نفسه وتمسكي بمكارم الأخلاق وطيب العناق يكن لك سندا وشواق ومضيافا وتواق.
تفقدي أوقاته واختاري احسن وقت للخطاب فإن كان غاضبا فلا قول ولا فعل يزعج الألباب ولا جدال موجب بغير اسباب.
لا تشغليه كثيرا باهلك الاطياب فله اهل ومشاغل وكثير من الاحباب ولا ترفعي صوتك فوق صوته فالزوج قائم على البيت وأهله ومرئاب واحفظي سره ولا تبوحي بكل ما تسمعينه فالأمر جد ولا يقبل التباب.
واحفظي نظافة البيت وطيب رائحة الثياب يكن طيبا مطياب واتركي وقتا له للراحة من عناء العمل وطول الغياب.
واحترمي ضيفه واكرميه بما هو متيسر ومعتاد يكن لك كريما وجواد فتلك شيم الاحرار وسمات لحسن الارتياد.