بما أن الجهل يُقيض العلم ويؤثر على التطور والتخطيط مما يؤثر بشكل مباشرعلى الحاكمية بجميع انواعها ومنتجها وانتاجيتها. أثبتت الدراسات بشتى انواعها أن الحاكمية الرشيدة هى الموضوعية البعيدة عن جميع التحيزات والايدولوجيات والاهواء إلا أن على أرض الواقع لم ينجح أحد في العالم بأن يبتعد تماما عن أياً منها فما نحن إلا بشراً لنا أهواؤنا وتحيزاتنا وأيدولوجياتنا و تبقى المفارقة في خطاب الحاكمية الذي لا ينفصل من الواقعية متضمنًا التعمية الايدولوجية إلا أنه يبقى نظام نظري حتى يتحقق ويتجلى في الواقع الفعلي عندما تنتقل كلمات الخطاب الى تطبيق فعلي على الارض.
الخارطة الثابتة للحاكمية هى تغيير النفس والارتقاء والتطور دون الاعتزال عن القيم والاستعلاء و الالتزام التام بالنهج فإن ضاع النهج ضاع الطريق، ويكون التصالح مع الواقع والتغيير من خلال التطور والنمو والابتعاد عن جدلية الامور وعدم الوقوف كثيرا عند التقاطعات ما تخوضه البشرية اليوم في الشرق أو الغرب هو محاولة الالتزام بالنهج ومحاولة الالتقاء منتصف الطريق والابتعاد عن الجدلية.
وهذا يعطي الزخم لتنامي الوعي القومي واتساع مفهوم الوطن ومساحة الولاء والانتماء مما يؤدي الى الديموقراطية وحفظ دور المثقفين والمفكرين وهذا بدوره يعتبر الخطوة الاولى في كتابة التاريخ الحديث بمنحنى وطني لا يخلو من المنهجية التاريخية العلمية أي البعد السياسي دون الخلط بين التاريخ والمرحلة الزمنية دون اسقاط العلاقة بينهما برؤيا متميزة بتناول جميع المعطيات والتعامل مع الثغرات واسقاط أي علاقة استبدالية وهذا أكبر تحدي امام الحفاظ على القيم و الارث الثقافي والفكري حيث أنه الاساس والبنية الحقيقية المتينة للتاريخ وهو أهم ما يستطيع الانسان ان يُكرم به نفسه أما الخطوة الثانية فتكون تطوير المعرفة الوطنية وتوطينها مما يؤثر على النمو الاقتصادي الذي سيكون حينها الابداع والابتكار شئ مواكب له و ناتج عنه وليس العكس و سنحصل على قرارات ناتجه عن انطمة معلوماتية وفاعلية انطمة رقابية ودرجة تأثرها بالانظمة المحاسبية المحوسبة وليس العكس.
حمى الله الاردن
(الدستور)