"الثقافي الملكي" يحتفي بمسيرة الفنان التشكيلي رفيق اللحام
26-04-2010 08:11 PM
عمون - مندوباً عن وزير الثقافة، رعى مدير عام المركز الثقافي الملكي محمد أبو سماقة مساء الأحد 25/4/2010 افتتاح معرض (ستون عاماً مع الفن التشكيلي) للفنان محمد رفيق اللحام، وذلك في قاعة الأميرة فخر النساء زيد للمعارض بالمركز.
ازدان معرض اللحام بلوحاته المائة التي استلهمت في مجمل جوانبها إرث الحضارة النبطية والزخارف والحروفيات العربية التي يعدّها الفنان كنزه الثمين والتي تجمع العرب على اختلاف لهجاتهم المحكية بخط عربي واحد، وبلوحاته التي حملت الهم العربي وعراقة التراث وجسدت المشهد التشكيلي الأردني بكافة تفاصيله.
وعقدت على هامش المعرض ندوة نقدية حول تجربة اللحام الفنية، قدمها وأدار الحوار فيها الفنان الصحفي رسمي الجراح، وافتتحها مدير عام المركز الثقافي الملكي بالترحيب بالحضور الكريم، وبالفنان رفيق اللحام، حيث أشاد بدور الفنان اللحام في تأسيس الفن التشكيلي الأردني وتقديمه بما يليق بالدورالذي يقدمه هذا الفن، وركز على دور المركز المتمثل في دعم وتكريم الفنان الأردني تثميناً لجهوده في مختلف الميادين.
ثم قدم المدير العام للمركز العين ميشيل حمارنه، حيث القى كلمة حول فن رفيق اللحام، أشاد فيها بتجربة الفنان اللحام التي رافقه في بعض فصولها، وكان شاهداً على الإبداع الذي تمثل في الحفاظ على عراقة التراث الأردني مؤكدا على كيفية تحول بيت اللحام إلى متحف جدير بالزيارة لما يضم من مئات اللوحات والمنحوتات.
كما أشار إلى اهتمام اللحام بالأبنية التراثية، مما أعاد للذاكرة الأردنية العريقة أمجاد الماضي وعزز الحاضر والمستقبل، وساهم في ترويج الأردن سياحياً وثقافياً من خلال لوحاته التي حملت اهتمامه بالأبنية التراثية، وعرفت العالم بها.
قدم بعد ذلك الصحفي الفنان رسمي الجراح، رفيق اللحام بكلمة بدأها بالشكر للمركز الثقافي الملكي والقائمين عليه ممثلاً بمديره العام، لهذه اللفتة الكريمة، التي من شأنها تشجيع المبدع الأردني، و تحفيزه لمزيد من الإبداع.
ثم استعرض في كلمته تجربة اللحام الفنية مركزاً على تأثره بالتاريخ وتقديمه له في أعماله الفنية، وتوظيفه الحروفية والرمز النبطي والقباب والمآذن والرموز الشعبية لاستجلاء الجمال الكامن فيها، ليكون سباقاً في النبش عنها وإعادة بناء المعرفة المتعلقة بها، وتقديمها للعالم بأجمل الصور.
ثم قدم الجراح نبذة عن السيرة الذاتية للفنان اللحام، واصفاً إياه بشيخ الفنانين التشكيليين، ذو المزاج النبيل، فلاح حقل اللون الذي لايرتاح إلا بضجيج الألوان، المزدحم بالحبور واللون والأفكار.
جدير بالذكر أن الفنان اللحام ولد في دمشق سنه 1932، أنهى دراسته في دمشق بدار الصناعة والفنون، درس الفن في أكاديمية إنالك، ومعهد سان جاكومو في روما- إيطاليا، وفي كلية الفنون الجميلة التابعة لمعهد رونشستر- في نيويورك، درس الخط على يد الخطاط حلمي حباب، والخطاط بدوي الديراني.
ساهم بتأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين العرب في العام 1971، و رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين التي ترأسها في العام 1979 وعايش حركة التشكيل الاردنية بكل تفاصيلها ، مثّل الأردن في مؤتمر الفنون الدولي في هولندا سنة 1969. أقام عشرات المعارض الشخصية، وشارك في معظم المعارض الجماعية الأردنية منذ العام 1951، ولوحاته موجودة في متاحف ومؤسسات ولدى العديد من مقتني الأعمال الفنية.
كان أول من عرض تجربة في مجال الجرافيك في الأردن، سنة 1996، في المركز الثقافي الأميركي بجبل عمان، حصل على وسام الكوكب من الدرجة الثانية من جلالة المغفور له الملك الحسين سنة 1988، نال جائزة الدولة التقديرية للفنون التشكيلية في العام 1991. و جائزة رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في العام 1993.
قام بتدريس الفن في معهد الفنون الجميلة، والمدرسة الأمير كية، وجمعية الشابات المسيحيات، ومعهد النهضة العلمي ،وفي مرسمه بعمان، حصل على عدد من الأوسمة الرفيعة من المغرب وفرنسا واليونان. قام بتصميم العشرات من طوابع البريد التذكارية والشعارات والشهادات والميداليات والعملة الأردنية، عمل في القصور الملكية العامرة لمدة ثمانية أعوام و في وزارة السياحة والآثار.
وفي معرض كلمته، قدم الفنان رفيق اللحام نبذة عن فنه وتجربته التي عايشها لما يزيد عن ستين عاماً وما يزال، فاتحاً الآفاق أمام الحضور لتخيلات عادت بهم للوراء بدءً من عمان القديمة، إلى حقبة الستينات والسبعينات وتأثره بكل مرحلة واهتمامه بالموروث الشعبي والحروفية العربية، ثم ترك المجال للحضور للتعرف على فنه من خلال لوحاته المائة والتي ذكر بأنها خير معرف عنه.
فتح بعد ذلك باب الحوار للجمهورالذي أغنى الندوة بأسئلة وتعقيبات ساهمت في تقديم خبرة ستين عاماً للنشئ الجديد، في قالب سهل ميسر كانت للصورة فيه الأثر الأكبر، ولم يبخل شيخ التشكيليين بالرد عن كل استفسار بلباقته المعهودة.
و قام الحضور الذي تجول في المعرض عدة مرات بالإشادة بجمال فن اللحام وإبداعه، وبدور المركز الثقافي الملكي الذي ساهم في تقديم هذا الفن بهذا المستوى من الحرفية والتنظيم.