منذ أيام ونحن في حيرة من أمرنا في بيتنا، قرار عودة الطلبة إلى مدارسهم يدخل السعادة لقلوبنا وفي الجانب الآخر يدخل الخوف والهلع, طلبة الصف الأول من ضمنهم (ابني) عـصافير تطير من قلب الأب إلى قلب الأم والعم والعمة هم زهوز البيوت وملاذ للحب، قرار أجبرت عليه الحكومة أمام الضغط الكبير من الرأي العام، وإن كان البعض الآخر يود أن نكون في حال أفضل ووضع صحي شبه مستقر لنطمئن على فلذات أكبادنا..
نثق بهذا الجهد المبذول من قبل الجهات الرسمية للوصول الى مستوى الرضى والقبول للحالة الوبائية لهذه الفيروس الذي بات مقلق بشكل لم يسبق له مثيل منذ عشرات السنين, نشاط نعتز به من قبل الجميع لنتخطى هذا الظرف الأستثنائي لعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل بداية العام الماضي، نحتاج أن نخرج ونحن أقرب إلى بعض، وأن نكون أفضل بالعطاء والتضحية والبذل لأجل هذا الوطن الكبير بقيمه ومواطنه وقيادته، السعي المحمود لأجهزة الدولة للتغلب على هذه الجائحة والوقوف بكل عزم وصمود امام وباء مميت ومدمر, كل مواطن منتمي يؤدي دوره بوطنية و?قتدار لنخرج من هذه الجائحة بأسرع وقت وان نكون أقوى منها ونضعها خلفنا ونسير بعزم الى الأمام مخلفين وباء نال من الجميع وأثر بكل مكونات المجتمـعات البشرية ولم يسلم منه الغـني ولا الفقير الكبير قبل الصغير.
يعود هذه الأيام ابنائنا الطلبة إلى مقاعدهم بلهفة وشوق الى غرفهم الصفية ومدرسيهم وكلهم أمل أن تعود مراجيحهم إلى الدوران وصوت المعلمين في الأجواء تلهبهم حماسة، لنعيد لمدارسنا رونقها ولطلبتنا حماسهم وسيرهم بثبات وخطى الواثقين بدربهم نحو المستقبل، يوم مميز انتظرناه منذ أشهر وفرحتنا كانت بحجم الحب بحجم رؤية المستقبل، حافلات اللون الأصفر تجول بالأزقة والحارات تبحث عن طلبة ننتظرهم ونتعب لأجلهم، منذ الصباح الباكر همنا أن يذهب هذا الابن الى مكانه المعـهود وهو محاط بحب والديه واخوته ووطنه، نعم وطنه لأجله يبذل طاقاته?ليكون في مكانه الصحيح، لن نقلل من جهد وزارة التربـية والتعليم ومديرياتها في الميدان لبث الإيجابية بكل خطواتها الهادفة والوصول مع الأهالي إلى مستوى متقدم من الأحساس بالمسؤولية والتخطيط السليم لعودة جميع الطلبة الى مقاعدهم المعهودة في المراحل القادمة.
كما نستودع أطفالنا لله تعالى نستودع هذا الوطن وقيادته لله ونحسن الظن بكل الخطوات التي تقوم بها الحكومة وأن هذا الإرهاق والتعب سنجنى من خلفه وطن متعاون وإنسان قادر على مواجهة الصعاب والاستفادة من هذا الوباء الذي أرهق البشرية بأكملها، صراع لا يستهان به مع وباء عمل خلل في الموازين المعتادة للجنس البشري، لنتكاتف ونعلن النصر بهمة الجميع على هذا الوباء ونعيد حياتنا وعيشنا كما كان في السابق, لنرسم حياة جديدة تستعد لأي ظرف أستثنائي بعدما ترشح لنا بأن البشرية والمستقبل سيواجه مثل هذه المخاطر على الجنس البشري..
الرأي