الحكومة تغلي على ثلج وغاز
رؤيا البسام
07-01-2007 02:00 AM
القول المأثور والمعروف إن الطبخة تنضج على نار هادئة وهو تعبير عن الهدوء والتروي والدراسة وأطيب الشاي ما يصنع على الحطب لما لنار الحطب من هدوء وتروي أما أن يصبح الثلج مادة للغليان فهذا ما لم تعرفه الطبيعة. وهذا ما يحصل لحكومتنا الرشيدة فإنها تغلي هذه الأيام على غاز وثلج ومع أن هذا القول فيه تناقض حيث لا يلتقي الغليان والثلج والغاز لكن حكومتنا تشعر إن النار التي تغلي تحت قدر التغير هو ثلج الجنوب واسطوانات الغاز التي تدحرجت حتى وصلت إلى الدوار الرابع .
وعلى الرغم من أنه لا يمكن التقاط ولا مؤشر واحد على قرب رحيل حكومة الدكتور معروف البخيت، إلا أنه يمكن اعتبار أزمة اسطوانات الغاز الشرارة التي يمكنها أن تجعل طنجرة التغيير تغلي وان تنفجر بأي لحظة وبدلا من أن يقوم الثلج الذي ويوضع بالعادة على الحروق بتبريد هذه النار فانه سيساعد في غليان هذه القدر حيث كانت أزمة الأداء الحكومي المرتبك خلال العاصفة الثلجية الجنوبية والتي تدخل جلالة الملك شخصيا في حلها حيث تابع جلالته طوال يوم الأربعاء أحوال المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج وأجرى اتصالا هاتفيا اطمأن خلاله على استعدادات ألأجهزة الحكومية للتعامل مع الآثار المترتبة على الأحوال الجوية السائدة في المملكة.
وأمر جلالته خلال الاتصال بتحريك آليات القوات المسلحة الأردنية لمساعدة أجهزة الدفاع المدني في إنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج خصوصا عدد من طلبة الجامعات في محافظتي الطفيلة ومعان.
في ظل هذه الأجواء المرعبة ثلج يحاصر طلبة ومواطنين وبرد يحيط بالفقراء الذين لم يجدوا اسطوانة غاز يشعلوا بها مدافيء الغاز فإن الحكومة أصبحت محاصرة بغليان التغيير أو التعديل.
وقد كان رئيس الحكومة تنبأ في المؤتمر الصحفي الأخير بأعاصير لافتا إلى أن هذه الأعاصير قد تدفع الحكومة إلى تحرير أسعار المشتقات البترولية حتى عام 2008.
وللأمانة وبما إننا نتحدث عن غليان طبخة رحيل الحكومة فانا لا بد من أن ننصفها حيث أن الأردن قفز ولأول مرة خمس درجات واحتل الموقع 37من بين 146 دولة في محاربة الفساد في العالم وفق مؤشرات منظمة الشفافية الدولية.
ويرجع هذا التحسن لتوافر إرادة سياسية جادة وتوجيهات ملكية مستمرة والتي تعتبر الفساد "خطا احمر" لا يمكن تجاوزه
وكان أول استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية بعد أيام من تشكيل حكومة البخيت، أظهر أن 72 في المائة من الأردنيين يعتقدون أن البخيت سيكون قادرا على تحمل مسؤوليات المرحلة في حين توقع 68 في المائة أن ينجح الفريق الوزاري بتحمل هذه المسؤوليات.
والى أن تمر هذه الأيام بما تحمله في بطنها فإننا نردد أغنية( تلج تلج عم بتشتي الدنيا تلج ونقول شتي يا دنيا اسطوانات غاز يمكن يلحقنا جرة)
Email : royallbassam@yahoo.com