قيل قديما وحديثا اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ومن البديهي والعارض ان لا يحمل هذا القول او مضرب المثل على اطلاقه فهو قول مقيد بحسن الحديث وزينة الكلام ونفعه وموضوعيته وصدقه والا فالسكوت أولى واوجب وان يقال جعبته فارغه خير من ان يقال ثرثار مهذار ومكثار.
حينما يكثر الهرج والمرج وتتزاحم الكلمات وتصل عنق الزجاجة من غير بأس وجدوى وضياع للمعاني والمغازي وبؤس وحيرة وتشتت وكذب ونفاق يصبح السكوت واجبا ويحفظ ماء الوجه ويغني عن الوقوع في الزلات والاسترسال في قبح الكلام ونشر العلل وخوارم المروءة وعوادم الرجوله.
تراهم احيانا في غياهب الظلام يسرقون الوقت ويزينون الكلمات ويقلبونها ليجدوا صيغة جميلة مارقة فاسقة لكيل المديح لصاحب النفوذ والسلطة والقوة في أسلوب نفاقي عجيب لمصلحة او تعصب للقربى والنسب او خوفا ووجلا وتطاولا على الحق المبين وتجد من هو محلا للمدح والنفاق ينفخ عينيه ويفرش جناحيه مبتسما وفخورا بالكذب والنفاق عله يجد ضالته التي خيم عليها ضعف الشخصية ونحول الإنجاز ليجد في كلام الآخرين هوى نفسه وطيشه في زبانيته.
حقا انها أسطوانة ممجوجه وهزل وابتذال ان يصبح المديح في غير محله سلعة لمن لا سلعة له وتعبئة لفراغ نفسه وانحراف عن جادة الحق والصواب وتجد أولئك المنافقين على عظم نفاقهم ينقلبون على أنفسهم بعد فقدان صاحب النفوذ لنفوذه وصاحب السلطة لسلطته وينعتونهم باقبح العبارات وشؤم القول في برهة وجيزة وينقلب السحر على الساحر ويعرف حينها من قبل النفاق واسترخى له ان الكلام ذاك لا قيمة له وانه كان مجرد هراء.
توطين النفس وعدم الاسترخاء للمديح في غير محله ورفض النفاق هي نجومية صاحب السلطة وتمسكه بالحق والموضوعية وعدم الاستسلام للمادحين هو الصواب المأمول.
وصدق الشاعر إذ قال:
اذا رف نجم فخدامه واحنق اعدائه ان هوى