ملكٌ وملكة، ودفء أسرة، عالمٌ منفصل تحولت فيه المشاعر إلى سرب فراشات ملونة ، ضحكات طفولية كهديل حمام حط في بيدر الحب، قبلاتٌ ملكية على جبين طفل هدهدت روحه وداعبت قلبه، أكف ندية بالبراءة والبياض فردت أصابعها برسومات خطها الصغار بانتظار الملك والملكة فتحول عالمهم إلى قوس قزح.
الزيارة الملكية لمؤسسة الحسين للرعاية الاجتماعية، لم تكن برتوكولاً للحراك الملكي بقدر ما عنته من تجسيدٍ وتكريسٍ للأسرة الواحدة للوطن الواحد.. اطفالٌ أيتام حرمتهم ظروفهم من لفظ مفردة الحب والأمان "بابا" فكان يسيراً على القلوب البيضاء ان تنادي سيد البلاد، فيما هو بينهم ب "بابا عبدالله"، كان المشهد أقرب إلى حكايات البياض في نقش الغيم ذات يوم شتائي، حينما تحول "ملكاً" إلى ابٍ لطفلٍ يتيم، ليظل دفء المفردة لصيقاً بالروح التائهة، لتبقى معه لحين يشب عن طوق الطفولة، وليكتشف الطفل حين يصبح راشداً بالغاً انه لم يكن يوما يتيماً وقد احتفظ جبينه بالقبلة الملكية..
الزيارة الملكية لمؤسسة الحسين للرعاية الإجتماعية في ذكرى الوفاء للحسين، كانت ترسيخاً للنهج الملكي بقدسية الإنسان الأردني. إن هناك أبُ بحجم ابن وأبي الحسين، وأن هناك ملكة أم، طالما استدفئت بها امهات المكلومين من الأردنيات في الحارات الفقيرة.. قريبة دافئة من أمهات الشهداء.. ملكة اقترن إسمها بالهاشميين وكفى بذلك برهاناً نبيلا.
كيف يستحيل العالم إلى أيقونة سحر، فيه تستحيل المسميات إلى منعطفات تحفر في الروح عميقاً، ان ها هنا كنا.. ايتاما عانقت ضحكاتنا قامة ملك..
أيتامٌ تحولوا إلى فرسان ذات حضور ملكي، خيولٌ وصهيل، فرحٌ وغبطة، وكل دقيقة بل وبكل ثانيةٍ، تحول الزمن.. زمنهم إلى يوم عيد.