الشعور الذي يرافق الجلاد أثناء قيامه بالجلد يكاد يفوق الشعور بقمة النشوة ، وهو الشعور بالمتعة الجسدية والمشاعر المصاحبة لها عندما يمارس بجلده الاغتصاب للإنجازات.
هؤلاء من يجلدون جسم الوطن كل يوم بحجة الدفاع عنه ، لم يكتفوا بالفعل فقط بل اكثر من ذلك ، بالتشهير من جانب وبالنهب والإساءة لكل ما حققته الأجيال ، ولقد تمادي البعض في ممارسة الدور ليمثل مرة دور الضحية ومرة دور الجاني المظلوم .
نحن جميعا مسؤولين امام التاريخ عن افعالنا، نعم لن تسامحنا الأجيال القادمة ، هل فكرنا يوما في اظهار روعتنا وقدرتنا على البقاء؟! في ظل استمرار التساقط للشعوب من حولنا وانهيار منظومة القيم الانسانية والاجتماعية ، والاردن يدافع عن نفسه بكل قوته ، رغم النخر المدفوع من الخارج للداخل ورغم التآمر على وجوده وصموده ، اننا جميعا نتحمل الألم من طعنات خناجرنا من سكوتنا وتخاذلنا، لنوقف الجلادين بدافع الحب للوطن وبدافع خوفنا على مستقبل أبنائنا.
في ظل استمرار التقليل من وجودنا وما حققناه سنجد أنفسنا سجناء في دائرة الإحباط والتراخي والقبول والرضوخ لكل من رضينا بتصرفاتهم ولم نواجههم في افترائهم على وطننا الغالي.
هذا الوطن الكبير بشعبه ومليكه ومؤسساته الوطنية ، اقوي من كل القوي الظلامية المتآمرة على وحدته ووجوده ، هذا الاردن الذي دفع اباؤنا دمائهم ليبقى لن يخذل ما دام فيه من يدافع عنه ، نحن كأي كيان لدولة اخرى فيها الخير والشر ، الصالح والطالح ، لنحاول ايجاد الخير فينا وبث روح المحبة والتقدير للوطن والمواطن، نستطيع ان نظهر الإنجاز والنجاح ، لتتحالف قوي الخير الذي ورثناها من أجل من رحلوا وارواحهم لا تزال تطوف في سماء البلاد تهتف بالحرية والاستقلال وتقاوم الاحتلال وتزرع بذور السلام.
من يحب الوطن يصنع الخير فيه ، ينتج ويصنع ، يزرع ويبنى ، يخدمه ويحميه، هولاء أبطال الاردن وفرسانها ، جنودها وقادتها ، سيكتب التاريخ الحقيقية التى طالما أرادت القوي الظلامية ان تخفيها ، ندافع اليوم عن أنفسنا ونحمد الله على قيادتنا الحكيمة والرجال المخلصين فينا ، حمى الله الاردن ومليكه وعاش الشباب.