اعلل النفس بالآمال ارقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
هكذا صاغ الشاعر بيت شعره مرفها عن نفسه ومسليا لها بفسحة الأمل التي تحد من ضنك العيش وقسوته ليبني لنفسه مملكة من التفاؤل واستشراف المستقبل.
الأمل رحاب جميل ترنو له النفوس الحائرة وتشرع في اخذ قسط من الراحة النفسية مستلهمة ما سيأتي من سعادة موعودة وطموحات موهوبة.
ولكن الاشواك كثيرا ما تعترض طريق الأمل وتطفئ نبراسه.
وتضع العراقيل أمامه لتصدم النفوس التي تغرف من المنغصات والآهات والحسرة على ما لا يرتجى ولا يؤمل.
تخيب الآمال حين توجه ولدك وتقدم له النصيحة فبأنفها.
ولا يأبه بها ويخيب املك حين ترشد زوجتك إلى الحكمة والصبر وعدم الإسراف فتنفر منك وتجافيك.
ويخيب املك حين ترى سائقا متهورا طائشا عابثا بنظام السير وغير ملتفت للاخرين ويكتب الرسائل ويقدم الفكاهات على هاتفه الجوال ويفتعل حوادث السير.
ويخيب ظنك حينما تضع ثقتك في قرين لك وتستودعه بعض اسرارك ليبوح بها ويعمل على اذاعتها وينقض العهد والميثاق.
ويخيب ظنك حينما ترى من يحدثك بالكذب المكشوف ولا يبالي بمعرفتك عن كذبه وبهتانه.
ويخيب املك حينما تلقي السلام على موظف وجد لخدمتك ليهملك ولا يلتفت إليك ولا يجيب طلبك ولا يقدم لك أدنى احترام.
ويخيب ظنك حينما ترى الغيرة والحسد من القريب والغريب دون حياء او وجل.
ويخيب املك حينما ترى مسؤولا اؤتمن على مصلحة الوطن.
فخان الأمانة ودلس واختلس ووضع راسه في الأعالي غير مبالي.
ويضيق صدرك حينما ترى الفقر يضرب المساكين والمحتاجين ولا مجيب لهم.
وهكذا يتكرر مشهد خيبات الأمل كل يوم ليعصف بمشاعرك
وحبات عيونك ومجاري تنفسك وتتمنى ان تتنفس الصعداء
وتشفى من الأمراض الاجتماعية التي تفتك بك.
صباح الأمل والتفاؤل.