في ذكرى الوفاء للحسين .. لبيك عبدالله
د.طلال طلب الشرفات
07-02-2021 11:15 AM
في بداية تسعينات القرن الماضي مثلت مع مجموعة من الفعاليات الفكرية والعلمية للبادية الأردنية أمام جلالة الحسين العظيم طيب الله ثراه وكانت المرة الأولى التي أراه فيها، وقتها تملّكني الذهول من نور مشع من وجهه المبارك الجميل ومهابة استثنائية تتبدى في محياه الأصيل وشعاع عينيه الثاقب الحنون الذي كان كافياً لإنارة الوجدان إلى الدرجة التي ظننت فيها أن الحسين العظيم يعرفني منذ زمن بعيد، ذلك هو الشعور الصادق لكل أردني صادق ظفرت عيناه برؤية القائد الإنسان.
كان الحسين العظيم القائد الصبور والملك الغيور على شعبه ومواطنيه، بل كان نصيراً للعروبة وأحرار العالم في كل مكان في كل القضايا التي تستند إلى المبادئ والقيم والأخلاق الدولية. ولا زلت أذكر زيارته الشهيرة إلى البادية الشمالية عام ١٩٩٧ عندما تبدى الخلق الهاشمي الكبير في ابهى صوره يكظم الغيظ واستحضار العفو الملكي الكبير عن أخطاء ابنائه يوم قال وقتذاك في مشهد مهيب: عفا الله عما مضى.
للبادية الأردنية وأبنائها مع الهاشميين قصص عشق معتق وحكايات وفاء لن تنقضي، وللأردنيين بأسرهم ذات الحكاية يوم توسدوا جدار الروح وثنايا الوجدان، فالوطن الذي زرع بالحب وسقي بالوفاء لا يمكن ان يستبد به النكوص أو يخالطه الخذلان. وها هي التوأمة الخالدة بين الأردنيين والهاشميين ماثلة أبد الدهر ، حتى إذا جاء الملك المعزز تجددت البيعة وتبدت أبجديات العهد والوعد بأن لا نخذل الوطن وسيده المقدام مليكنا عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وسدد على طريق العزة والسؤدد خطاه.
في العقد الأخير ثمة دروس وعبر أدركها الأردنيون في أخلاقيات الحكم وقواعد المسؤولية الوطنية المنتمية في شؤون الملك، بل إن ثمة رسالة آن أوان فهمها وقصة إنجاز راقية بات من الواجب وصفها بأمانة وإخلاص كي يدرك القاصي والداني أن أسلوب الحكم الفريد الذي تجسّد في قيادة مليكنا المفدى تعتبر الضمانة الوحيدة والأكيدة للحفاظ على وطن كان على الدوام في عين العاصفة ولكنه تجاوز المخاطر والمكائد بحكمة القيادة الهاشمية والتفاف الشعب حول جلالة الملك في مواقفه الشجاعة في الحفاظ على الهوية الوطنية ومصالح الشعب ونصرة القضية الفلسطينية والحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
الحسين الباني طيب الله ثراه، عندما نذر جلالة الملك عبدالله الثاني عند ميلاده لوطنه وأمته كان يدرك حجم الرسالة وعظم المسؤولية، بل كان يقرأ بعمق طبيعة التحديات التي تواجه الوطن والتي تتطلب قائداً فذاً وبمواصفات فريده قادرة على كبح جماح الأطماع الإقليمية وكسب تأييد المجتمع الدولي للقضايا المصيرية التي كان يتبناها جلالة الملك والتي تستدعي قدرة فائقة على المواءمة والمناورة وبذات الوقت التمسك بالثوابت الوطنية والقومية وخاصة القضايا المتعلقة بالهوية والوصاية التي تطلبت سلوكاً سياسياً فريداً إبان كان الرئيس الامريكي ترامب في سدة السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية.
في ذكرى الوفاء للحسين الباني فرصة مواتية للتأكيد على الولاء المطلق للقيادة الهاشمية، والعمل الجاد لترجمة الآمال الوطنية إلى حقائق ماثلة على الأرض بقيادة ملهمة وحكيمة من جلالة مليكنا المفدى لنعلن وبلغة الأحرار الذين صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه؛ أن لبيك يا عبدالله.
رحم الله الملك الإنسان وحفظ الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيب ومليكنا المقدام من كل سوء.