الطريق الى حزيران1967أ.د. سعد ابو دية
26-04-2010 12:34 AM
شهد عام 1961م نقطة تحول في الوطن العربي اذ بدأت الدول العربية التقدمية في الهجوم على التيار المحافظ في السعودية والاردن
|
كانت رحلة الشهيد فراس العجلوني مسيرة صبر على "الضيم" والوعي المبكر بالوحدة طيار مقاتل لفت أنظار العسكر بمهاراته المتعددة محمد خير الرواشدة عمان - لا يمكن المرور على سيرة الشهيد الطيار فراس العجلوني سريعا، فرحلة البطل الشهيد الممتدة من "فورة الدم"، إلى ترجمة الغضب ببطولة، ستكون سيرة مليئة، بقصص الرجولة في العسكرية، والبسالة في الخدمة، من أجل الذود عن حمى الفكرة، والأرض معا. فالعجلوني وبعد اثنين واربعين عاما على استشهاده لم يكن بطلا عاديا في تاريخنا الحديث، وليس رقما سهلا في سلسلة أرقام شهداء الأردن والأمة العربية، فهو من سجل أول اختراق لأجواء العدو الإسرائيلي العام 1967، فالشجاعة والإقدام، قد تكونان علامة فارقة في سجله العسكري، وهو ما استحق عليه التكريم في حياته مرات عدة. وليس بالبعيد عن الشهيد فراس أن يكون عسكريا مميزا فهو واحد من أبناء المناضل محمد علي العجلوني أحد ابطال معركة معان اثناء الثورة العربية الكبرى وبطل من ابطال معركة ميسلون في سورية ضد الاستعمار الفرنسي. فالشهيد، الذي ولد العام 1936 في عنجرة بمحافظة عجلون، نشأ وترعرع في أسرة لها بالخدمة العسكرية والبطولات في مواجهة أعداء الأمة، ما يفيض عن حجم الكلمات والحروف في حصرها لصفات البطولة في المواجهة، والالتزام بما فيه خير الأمة ولو على حساب الأرواح. الشهيد فراس التحق بالخدمة العسكرية في سلاح الجو الملكي العام 1954، وعبر دورات تدريبية في سورية وبريطانيا صار طيارا مقاتلا بعد ان حصل على جناح الطيران وعاد الى الوطن وصار قائدا لسرب طائرات الهوكر هنتر المقاتلة في قاعدة الحسين الجوية بالمفرق. كانت أول معركة جوية له ضد العدو الإسرائيلي العام 1966 في معركة الخليل الجوية، حيث أسقط فراس وزملاؤه عدة طائرات من نوع ميراج الفرنسية، بالطائرات التي كان سلاح الجو الملكي الاردني يمتلكها من نوع (هوكو هنتر) التي لا تقارن بكفاءتها القتالية مع طائرات الميراج الاسرائيلية. بعد تلك المعركة الجوية قلد المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال الشهيد فراس وسام الاقدام العسكري، وهو أعلى وسام أعطي في ميادين القتال لفراس وزملائه، كما تم ترفيعهم للرتبة الأعلى. وفي معركة اشتبك فيها سلاح الجو الملكي مع العدو الاسرائيلي استشهد على إثرها البطل الملازم موفق السلطي، حيث كان من أعز أصدقاء فراس ومن أفضل تلاميذه، ولم يشارك الشهيد فراس في نفس المعركة، وأقسم على ضريح الشهيد السلطي أن ينتقم له. يروي شقيق فراس، اللواء يزن إلى "الغد" أن فراس كان "مسكونا بهاجس دحر المحتل، وكان مشغولا بخلق حالة من التنسيق العربي لردع المحتل، واجتثاث خباثته من الجسم العربي". ويزيد أن فراس كان قبل استشهاده بيوم يصرخ من غياب التنسيق العربي المشترك، وقال "إنه اراد ان يقوم بعمل لو فردي، ودون أن يأمره أحد به". ويكمل يزن "في صبيحة الخامس من حزيران (يونيو) 1967، خرج فراس وزملاؤه لضرب أهداف في العمق الإسرائيلي من بينها مطار اللد، حيث كانت الطائرات الإسرائيلية منشغلة في ضرب مطارات سورية ومصر، وفي هذه الجولة دمر فراس وزملاؤه العديد من الطائرات الإسرائيلية وكثيراً من الأهداف العسكرية للعدو. وبسبب عدم قدرة الطائرات التابعة لسلاح الجو على التزود بالسلاح الكافي لإنجاز مهمتها في مرة واحدة، عادت الطائرات لقاعدة الملك الحسين الجوية للتزود بالذخيرة والوقود، حتى تستكمل مهمتها القتالية، ومع بدء تحليق طائرة فراس من على المدرج في بداية الاقلاع حيث كان القدر له بالمرصاد وأصابوه في طائرته وهو بداخلها. ويؤكد يزن أنه كان لفراس شرف تسجيل اول مقاتل طيار عربي يقوم بـ"مهاجمة الأهداف العسكرية في العمق الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المغتصبة، فكان رمزا واقداما لاول طيار مقاتل يضرب الاهداف العسكرية الاسرائيلية داخل الأراضي المحتلة". ويضيف أن شقيقه فراس كان يهوى الطيران، وأبدع في اتقان جميع فنونه، وكان محط اعجاب كل من يرى قدراته الاستعراضية في القتال الجوي. ويحكي اللواء يزن عن قصة زيارة المشير عبدالحكيم عامر للأردن العام 1964 حيث قدم له فراس وأمام المغفور له جلالة الملك الحسين عرضا جويا مميزاً، لم يصدق المشير عامر بأن هذا الطيار عربي لبراعته في الطيران حتى تحقق من ذلك بنفسه، وشاهد فراس وهو ينزل من طائرته، حيث قال له المشير عامر "يا ريت كل طيارين العرب بمستواك القتالي البارع". ولا يستغرب يزن شجاعة أخيه، ولا يرى فيما قدمه فراس غير الواجب والضمير الذي جعله يسعى ليقوم بدوره في محاربة المحتل، ولو فردا. ويزيد يزن أن الشهيد فراس هو واحد من ابناء البطل القائد محمد علي العجلوني، الذي حمل رقم واحد في الجيش العربي، وقام على تأسيسه، هو كان قائد الحرس الفيصلي وأبرز أبطال معركة ميسلون. وهو ما يفسره يزن في نهج فراس والأشقاء جميعا في التدرج بالسلك العسكري. فكل أشقائه من زهير ومازن الذي كان نائب رئيس وزراء في حكومة وصفي التل ووزيرا للداخلية كانوا من ضباط الجيش العربي، باستثناء عصام الذي اختار العمل المدني وكان "صاحب فكرة الضمان الاجتماعي في المملكة .
الشهيد الطيار فراس العجلوني ـــــــــــــــــــــ
الاسم : فراس محمد علي العجلوني
الرتبة : رائد
الرقم التسلسلي : .493
البلدة الأصلية : عجلون
مكان الاستشهاد : معسكر وحدته
تاريخ الاستشهاد : حزيران 1967
هو أحد ضباط الجيش الاردني الذين قضوا في مواجهة العدو الصهيوني , وأحد رجال معركة حزيران 1967
التي تمثل عنوانا من عناوين بطولة الجيش العربي الاردني،
العبادي.
الشهيد الرائد فراس العجلوني
ولد فراس العجلوني في عنجرة عجلون 1936 في المملكة الأردنية الهاشمية.
بعد أن انهى دراسته الثانوية التحق بسلاح الجو الملكي الأردني عام 1954 ليكون طيارا مقاتلا.
تلقى تدريباته العسكرية الأولية في الأردن ثم أرسل إلى بريطانيا في عدة دورات. ترقى في مناصبه حتى أصبح برتبة رائد وأصبح قائد سرب.
شارك الشهيد بالتعاون مع زملائه من طياري سلاح الجو الملكي في قصف وتدمير عدد من الاهداف العسكرية الإسرائيلية والطائرات في مطار اللد و حيفا وغيره خلال العدوان الإسرائيلي عام 1967 .
وكان الشهيد اشترك مع رفاق السلاح في أول معركة جوية مع طيران العدو الإسرائيلي عام 1966 واسقطوا بكفاءة قتالية ومهارة تكتيكية عدة طائرات إسرائيلية من نوع ميراج التي كانت تعتبر في حينها من احدث واقوى الطائرات العسكرية المقاتلة، وقلده اثر ذلك المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال وسام الاقدام العسكري.
استشهاده
كان قائد السرب مع زملائه الطيارين في مطار المفرق حين بدأت طائرات الميراج الإسرائيلية بالإغارة على المطار بهدف تدميره وتدمير جميع الطائرات فيه.
وتحت القصف الجوي بدأ فراس يعدوا باتجاه الطائرات التي كانت تقتنصها الطائرات الإسرائيلية واحدة واحدة، فاختار إحداها قبل إصابتها وركبها وأقلع بها لمواجهة أسراب الطائرات الإسرائيلية. استطاع وحده الإقلاع والهبوط عدة مرات ليشتبك فيها مع الطائرات المعادية.
إلا أن الدمار الذي أحدثه القصف الإسرائيلي في مدرج المطار أعاقه من الإقلاع في المرة الأخيرة، فقصفته الطائرات الإسرائيلية واستشهد في طائرته على أرض المطار. لم تعد طائرات سليمة أخرى للطيارين الآخرين ولكنهم صمدوا مع قائدهم في تجهيز طائرته في كل مرة يقلع فيها. لم يقبل أن يقوم بالمهمة غيره حتى أستشهد.
تمكن الطيارون الأردنيون الباقين من الانتقال برا إلى القاعدة الجوية العراقية (هاء 3 ) الرايضة على الحدود الاردنية العراقية. وفور وصولهم، وفرت لهم القوات الجوية العراقية عددا كافيا من طائرات الهوكر هنتر. وفي هجوم جوي واحد للطائرات الاسرائيلية على القاعدة العراقية تمكن الطيارون الأردنيون من اسقاط 9 طائرات اسرائيلية من طرازات مختلفة.
في ذكراه
سمي شارع في إربد بإسمه
سمي ميدان بإسمه في عمان
سميت مدرسة بإسمه في عمان
صدر كتاب للصغار عنه في عمان بعنوان أسد فوق حيفا، كتبته الكاتبة الفلسطينية روضة فهيم محمد الفرخ، أصدرته دار كندة،1986.
ابدعت دكتور..
مبدع دائما استاذنا سعد الى الامام لننهل من علمك الغزير
جهد رائع يقوم به الاستاذ الدكتور سعد في توثيق تاريخ الاردن وهو مجال فيه تقصير كبير خلا هذا الجهد المبارك، حبذا لو يتم جمع مايكتبه ضمن كتب تؤرخ وطننا على مراحل ليكون معينا" للآجيال القادمة0
ابداع متميز يا دكتور سعد فنحن نتعلم منك الكثير وفقك الله والى الامام .
عندما تُنطَق كلمات الحق والحرية والراي السليم ينشرح لها القلب ، وتمتد افاق الامل والسعاده ونقتدي بمن يتكلمون بلسان المواطن الاردني الوفي كلمات في الابداع والتاريخ المشرف الخالد ،
ابدعت يا دكتور
اعطيت كل ذي حق حقه
اوصلتنا الى طريق الامل المشرق
فكلنا نفخر فيك
تلميذك: شادي الشخانبه
رحم الله القائد ( محمد علي العجلوني ) الذي انجب رجالا اكملوا مشوار والدهم في البذل والعطأ والتضحية , ابدعوا باخلاص للوطن بشكل تفوقوا فيه على غيرهم , لم يكونوا تجار وطنيه ولا منافقين مداهنين , رجولة وجرأة وشجاعة , وكان لي شرف المعرفة الوطيده بالأخ يزن العجلوني الذي كان يسمى بالمتمرد الحصان الجامح , وها هي ذكرى الشهيد البطل ( فراس ) الذي قال يوما لزملائه عندما طلبوا منه عدم التهور مع الميراج بطائرته الهوكر ( اعطوني حمار يطير وأنا أجعل منه قوة مدمرة لأبناء الأفاعي والخنازير ) رحمك الله يا شهيدنا البطل ورحم والدك واخوانك , بصماتكم يا أولاد القائد محمد العجلوني ستظل نبراسا ونورا للوطنيين الشرفاء الرجال الرجال الذين لا يشترون بالمال والأعطيات ولا يمدون ايديهم لمال الدولة , ماتوا وهم فقراء
2010/4/26
اشكر دكتور سعد على هده المقال
جهد كبير للدكتور سعد نحن بحاجة ماسة لمثله في توثيق أحداث تخلى عنها بعض المعنيين بها وتركونا لجهات خارجية كي نقرأ من خلالها تاريخنا وليس أدل على ذلك ما نقرأه ونسمعة من الأستاذ هيكل وما نلمحة في كتاباته من تزوير للحقائق في كل ما يتعلق بالأردن , وبما أن السيرة انفتحت أتمنى ومن كل قلبي ....
اكثر من رائع
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة