ماذا قال مشعل عن العلاقات الأردنية الفلسطينية؟
ناهض حتر
14-06-2007 03:00 AM
لم يكن هذا الحديث، أصلاً، بقصد النشر، بل كان حديثاً خاصاَ، من القلب إلى القلب، بين "وطني أردني " و "وطني فلسطيني"، تبادلناه، أنا ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشغل، بدعوة كريمة منه على مائدة العشاء في منزله بدمشق. كان مشعل مندفعاً إلى التواصل الوجداني مع روح الأردن وعقله، بأكثر مما توقعت، وواسع الصدر بأكثر مما حسبت، وصريحاً بأكثر مما يمكن لسياسي.. وفي لحظةٍ معينة من الحديث المتدفق، شعرتُ أنه يتوجب عليّ، كأردني وكصحافي، أن أنقل إلى القراء، بعض انفعالات مشعل وأسئلته وهواجسه والتزاماته. وقد أستأذنت الرجل في ذلك، ففوَّضني، وترك لي أن أقدّر ما يمكن نشره من حوارنا المتشعب الوجداني الصريح حد المكاشفة. وها أنذا أحاول أن أزن الكلمات على تخوم الحوار... فالحوار نفسه ليس للنشر. لعلَّ أفضل ما تعلمته من " تجربة حياة " الاستاذ محمد حسنين هيكل، هو التركيز على الإنساني في السياسي، والسعي إلى تفسير الرؤية والمواقف بالعامل الشخصي من بين عوامل أخرى ـــ وبالنسبة لخالد مشغل ـــ ورفاقه ـــ رأيت، دائماً، أنهم سيظلون مدينين ومقيَّدين بالتجربة الأردنية. فهؤلاء ـــ أو معظمهم ـــ " أردنيون " بأكثر من معنى، وقد تبلورت مواقعهم القيادية والسياسية في عمان، وبرعاية الراحل الملك حسين، وفي أحضان الـشعب الأردني، وعرفوا الناس والشخصيات والعشائر، من دون عُقد أو مشكلات سابقة أو حساسيات... وهؤلاء ترعرعوا في صفوف الاخوان المسلمين. وهو وعاء تنظيمي أردني ـــ فلسطيني مشترك في حزب أردني، بل الحزب الرئيسي في الدولة الأردنية. لم يحدث بين " حماس" وبين الدولة الأردنيةـ ما حدث بين الأخيرة و"فتح" من صدام أو دم أو منازعات، فكان لقاء قادتها الشباب مع الأردن صافياً من ارث الشكوك. وبالنسبة لخالد مشغل تركزت كل تلك المعاني في حادثة "شخصية" معروفة، حين حاول الاسرائيليون اغتياله في عمان، العام 1997، بحقنة سامة، كادت أن تودي بحياته لولا أن الملك حسين ـــ رحمه الله ـــ هدّد تل ابيب بتمزيق معاهدة "وادي عربة"، إذا لم تحضر الترياق المناسب للعلاج. بل ألحَّ، أيضاً، على اطلاق سراح" مؤسس,حماس"، الشيخ أحمد ياسين، مقابل اطلاق سراح القتلة الاسرائيليين المقبوض عليهم في عمان. وكان للملك حسين ما أراد. سوف يظل خالد مشعل، يتذكر هذه اللحظة، ويشعر، في داخله، بأنه مدين بحياته للأردن، ويشرق وجهه وهو يستحضر زيارة الملك حسين له في المستشفى، واستقبال والد مشعل له بالأحضان والأشعار. ويزهو رئيس المكتب السياسي لـ "حماس"، حين يستذكر ـــ بحبور ـــ أنه حين اتصل بالديوان الملكي للحصول على موعد مع الملك حسين لشكره، فوجئ بأن مدير مكتب الملك، حوّله إلى جلالته الذي حدّد ـــ شخصياً ـــ موعد المقابلة، ثم استدراك قائلاً: "أحضر والدك معك!".
ربما كانت هذه الأبعاد الشخصية هي السبب وراء التزام "حماس" بعدم الردّ أو التصعيد مع الحكومة الأردنية في مرحلة القطيعة ــــ غير المفهومة بالنسبة لمشعل ـــ لكنه، بالطبع، سبب غير مباشر. فقرار "حماس"بالحرص على عدم اتساع الشَقّة بين الطرفين، والإلحاح على حب ـــ ولو من طرف واحد ـــ نابعان من الأتي: (1) ان "حماس" تؤمن بعروبة القضية الفلسطينية، وتحرص على ادامة العلاقات الودية مع كل العرب. فما بالك الأردن، الشقيق الأقرب إلى فلسطين في الجغرافيا والديمغرافيا والروح؛ (2) ان "حماس" تريد أن تقدم انموذجاً جديداً لحركة فلسطينية تركز على الصراع مع العدوّ الاسرائيلي دون سواه، فلا تنشغل، كسابقاتها، بالصراعات العربية ـــ العربية، وبالصدام مع هذا النظام العربي أو ذاك. (3) ان استراتيجية "حماس" تقوم على تفعيل الأدوار العربية في القضية الفلسطينية ـــ وليس استبعادها أو الصدام معها ـــ ويظلّ أهمّ الأدوار هو الدور الدور الأردني وذلك ـــ ببساطة ـــ لأن الأردن هو أكثر المتأثرين ــــ بعد فلسطين مباشرة ـــ بتفاعلات القضية الفلسطينية والخطر الصهيوني.
ان تصفية القضية الفلسطينية، تهدد الكيان الوطني الأردني في الصميم. فالمشروع الصهيوني يقوم على تهجير الفلسطينيين والقضية الفلسطينية واستحقاقاتها السياسية إلى شرق النهر. وهو ما يجعل الأردن ـــ بغض النظر عن السياسات اليومية ـــ في حالة مجابهة استراتيجية مع اسرائيل. وفي هذا السياق تتفهم "حما س" الدور الأردني وتستجلبه. يقول خالد مشعل: عندما استقبلني المغفور له الملك حسين، قلت له"نحن نريد الدور الأردني " وما زلنا نريده. ونعتقد أنه أهم الأدوار العربية. لكنّ السؤال ـــ بالنسبة لـ "حماس" ــــ هو الآتي: هل يمكن للأردن ان يلعب دوره الاستراتيجي في فلسطين بوساطة قوى فلسطينية أخرى غير "حماس"؟ على المستوى البراجماتي "حماس " حركة شابة وصاعدة وتحظى بقاعدة جماهيرية صلبة وواسعة في الأراضي المحتلة. وقد اظهرت الانتخابات التشريعية ذلك، بل أن ما تبع فوز "حماس " في تلك الانتخابات من محاولات العزل والحصار والاقتتال والتجويع، انتهت إلى الفشل الذريع. ولن يتمكن أحد من استئصال "حماس" أو الحدّ من صعودها. فالإمَ تستند ثقة مشعل هذه؟ أولاً، إلى ان"حماس" حركة موحدة مؤدلجة لم تستنفد، بعد، قواها، ولم تتحول إلى أجنحة وتيارات ومراكز قوى ذات صلات اقليمية متعددة، تهدد وحدة القرار التنظيمي واستقلاله؛ ثايناً، إلى أن "حماس" ما تزال حركة شعبية مستقلة، لم تغرق في التزامات متعارضة، ولم تتعرض للاختراق الأمني أو السياسي من قبل الأميركيين أو الأسرائيليين أو سواهم. ثالثاً، ان "العملية السلمية" مع اسرائيل، وصلت، بالفعل، ومنذ مدة، إلى طريق مسدود نهائياً. والمحاولات الراهنة لاحيائها وتفعيلها تواجه صعوبات لا يمكن تجاوزها اسرائيلياً. ان حكومة يهود أولمرت الضعيفة المهلهلة لن تخلي مكانها لقوى اسرائيلية تبحث عن صيغة سلمية، بل لقوى يمينية تبحث عن استعادة قدرة الردع الاسرائيلية التي تحطمت في جنوب لبنان، في تموز وآب العام 2006. ومن الناحية الاستراتيجية، هناك اجماع اسرائيلي متصلب ـــ ويشمل حتى أكثر الشخصيات الاسرائيلية"مسالمة" ـــ يعرقل أية تسوية معقولة على المسار الفلسطيني. وهذا الاجماع ـــ كما هو معروف ـــ يتناول أهم مسألتين من مسائل التسوية. وهما قضية اللاجئين وقضية القدس.وسوف تصطدم أيّة عملية سلمية مع اسرائيل بهاتين المسألتين اللتين سيظل الصراع، من دون حلهما ـــ محتدماً. لكن، ما يواجهه الفلسطينيون على الأرض هو الحصار والحواجز والجدار الاستيطاني الذي وصل إلى الأغوار الشمالية. وهو ما يؤدي إلى خنق الحياة في الضفة الغربية وافراغها من مواطنيها، وتهديد الأردن بموجة "هجرة" جديدة. نحن والأردن الآن ـــ يقول خالد مشعل ـــ في الخندق نفسه. ونرى أنه آن الآوان لكي ننسق المواجهة. رابعاً، ان المصاعب الحياتية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال، وانسداد الأفق السياسي ـــ على الرغم من قيام حكومة "الوحدة الوطنية" في فلسطين والمبادرة العربية ومساعي تفعيلها ـــ كل ذلك سوف يقود، قريباً، إلى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة. وستكون" حماس " في صلبها وقيادتها. ان "حماس" تراهن على الشعب الفلسطيني. وهي تؤمن بأنها سوف تكسب الرهان. يقول مشعل: أن أكثر ما توصلت إليه الولايات المتحدة ـــ بعد كل المساعي العربية ـــ هو اقتراح إزالة 20 حاجزاً من أصل 500 حاجز اسرائيلي في الضفة الغربية. مقابل وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية. فماذا تريد واشنطن منا مقابل إزالة الـ 480 حاجزاً الأخرى؟ ومقابل الأنسحاب؟ ومقابل الدولة؟
وترى "حماس " انها هي ـــ لا سواها ـــ القاعدة المؤهلة ــــ استراتيجياً
ــــ للدور الأردني في فلسطين. -1- ذلك أن "حماس" نشأت من قلب الدولة الأردنية، ولم تنشأ ضدها؛ -2- ليس بين "حماس " والأردن ـــ ولن يكون ــــ صدام لا أمني ولا سياسي، ولا تراث من التعادي. -3- تؤمن "حماس" ايماناً مطلقاً بالشرعية التاريخية للكيان الأردني، وترفض المساس به، وتنطلق من قناعة راسخة بأن الأردن للأردنيين. وهي ترفض "الوطن البديل" وتدين تيارات "الحقوق المنقوصة ". فحقوق الفلسطينيين، اينما كانوا وتحت أي وضع كانوا، هي في فلسطين. وفقط في فلسطين.
وتيار " الحقوق المنقوصة" هو تيار متأمرك في صفوف النخبة الأردنية ، ينادي بالتوطين النهائي والمحاصصة بين " الطائفة" الأردنية و" الطائفة" الفلسطينية -4- "حماس" تؤمن بالإخاء الأردني ـــ الفلسطيني، ايماناً مطلقاً لا علاقة له بالظروف واليوميات السياسية والمصالح الآنية. ونحن ندرك ـــ يقول مشعل ـــ أن الشعب الأردني يشعر بذلك. ونحن تلمسنا ونتلمس هذا الشعور على عدة مستويات. فنحن لم ندافع عن أنفسنا ولكننا وجدنا من يدافع عنا في الصحافة الأردنية بأقلام وطنية أردنية ليس لنا معها علاقات عقائدية أو سياسية. وقد تلقينا اتصالات تضامنية من شخصيات سياسية واجتماعية وعشائرية.
هنا قلت لمشعل ربما كانت هناك مفارقة هي الأولى في العلاقات الأردنية ـــ الفلسطينية. وهي أنه إذا كانت "حماس" تحظى بالشعبية بين 50 أو 60 بالمئة من الأردنيين من أصل فلسطيني ـــ حيث لها منافسون ـــ فانها تحظى بالشعبية بنسبة 95 بالمئة من صفوف الأردنيين. هؤلاء يشعرون بأن "حماس" هي الشريك الفلسطيني الحقيقي للأردن. -5- "حماس" هي التي تستطيع أن تؤمن المصالح الأردنية في "غزة" التي لم تكن جزءاً من التجربة الأردنية ـــ الفلسطينية أساساً.
***
لكن لدى الأردنيين، أيضاً، هواجسهم إزاء "حماس" قلت لخالد مشعل. وهي (1) هاجس الأمن (2) هاجس علاقة "حماس " مع ايران (3) ومحاولاتها للسيطرة على الاخوان المسلمين الأردنيين (4) ومحاولاتها لبناء تنظيم فلسطيني في الأردن، الأمر الذي يعصف بالوحدة الوطنية في البلد. يقول خالد مشعل: أولاً ـــ أمن الأردن ـــ بالنسبة إلى "حماس" ـــ هو خط أحمر. ليس انطلاقاً فقط من محبتنا لهذا البلد واحترامنا للشقيق الذي تحمل معنا الآلام وحمل معنا نتائج الكارثة واستضاف قسماً كبيراً من شعبنا، كريماً عزيزاً. ولكن، أيضاً، انطلاقاً من تحليلنا بأنّ أي ضعف يلحق بالدولة الأردنية يضر القضية الفلسطينية ويصب في مصلحة اسرائيل. "حماس" لم تفكر ـــ ولن تفكّر ـــ لا سمح الله ـــ بالقيام بأي عمل يسيء للأمن الأردني. لا نتحدث، فقط، عن "أهداف أردنية" هي خارج أي تصور عدائي بالنسبة لنا، فهذا لا علاقة له بمشاعرنا ومبادئنا وسياساتنا. ولكننا نتحدث، أيضاً، عن أيّ اهداف اميركية أو حتى اسرائيلية في الأردن. الأمن الوطني الأردني ـــ بالنسبة لـ "حماس" ـــ هو فوق كل الاعتبارات في علاقتنا مع الشقيق الأقرب والأحبّ ونحن نتحلى بالمسؤولية الكاملة إزاءأمن الأردن وشعبه. ورفضنا ونرفض وسنرفض كل المحاولات اللا مسؤولة لنقل الصراعات الفلسطينية ـــ الفلسطينية إلى شرق النهر. قد يفكر آخرون ـــ وقد هددوا علناً ـــ بذلك. لكن ليس "حماس". ـ والاشارة هنا الى بيان فتحاوي صدر في الأردن ويهدد بمواجهة أنصار حماس على أرضه ـ
فليطمئن الأردنيون إلى أن "حماس " لن تتورط ابداً، ومن حيث المبدأ، ومهما كانت الظروف، في أيّ عمل يسيء إلى الأمن الأردني. ـــ "وقضية الأسلحة"؟ لم يكن مقصدها الأردن أبداً، بل الضفة الغربية. وهي عملية تهريب سلاح إلى فلسطين، حدثت في اوقات سابقة عن اثارتها. ثانياً ـــ علاقة "حماس" مع ايران، تقع ضمن استراتيجيتنا بالتواصل مع العمق العربي والإسلامي للشعب الفلسطيني الذي يحتاج إلى كل دعم ممكن من كل البلدان العربية والإسلامية. ولكنها ليست ـــ ولن تكون ـــ علاقة الانضواء في "محور" ضد "محور". نحن مستقلون سياسياً وتنظيمياً. ونحن الذين نضع سياساتنا وقراراتنا. وسأقدم لك دليلين فقط على ذلك: الأول هو اننا ذهبنا إلى مكّة للتوقيع على اتفاقية حكومة الوحدة الوطنية. ولو كنا في "المحور الايراني" ما كنّا لنصغي إلى السعودية. وهي عنوان المحور الآخر . والثاني هو موقفنا من المقاومة العراقية التي نمحضها دعمنا السياسي بوضوح، ونعقد عليها الآمال، في تعارض صريح مع السياسات الايرانية. وأذكرك بموقفنا من اغتيال صدام حسين. لقد أدنا هذا الاغتيال الذي رحب به الايرانيون. وكانت تلك لحظة ظاهرة من الاختلاف والاستقلالية. لسنا جزءاً من محور ضد آخر. فقضيتنا هي فوق المحاور. وهي تتطلب ان يتحول العرب والمسلمون كلهم إلى محور واحد في مواجهة اسرائيل. ثالثاً ـــ «حماس» بدأت ــــ وهي تعتز بذلك ـــ في قلب "الأخوان المسلمين" لكنها انتهت إلى كونها حركة فلسطينية مستقلة، وتنظيماً سياسياً. "حماس" ترتبط بالأخوان المسلمين الأردنيين بروابط عقائدية ووجدانية فقط. وهي لا تريد التأثير عليهم أو السيطرة على تنظيمهم. كلاّ. ونحن غير مسؤولين عن السجال الداخلي أو عن محاولات الإفادة من وهج "حماس"الجماهيري أو المخاوف المقابلة. أثناء وجودنا في الأردن ــــ ولأننا حريصون على عدم بناء تنظيم خاص بنا ــــ انشأنا جهازاً إدارياً من الموظفين لمعاونتنا في مهام السكرتارية، وقد كان طبيعياً أن يكون العاملون في هذه السكرتارية من اعضاء التنظيم السياسي الأقرب الينا، أعني الأخوان المسلمين. وهذه مسألة اعتيادية جداً، ولا بد أن يتم فهمها في هذا السياق لاغير. رابعاً ـــ بناء تنظيم فلسطيني خاص بـ "حماس" في الأردن، غير وارد اطلاقاً. وهذا موقف استراتيجي بالنسبة لنا، فالفلسطينيون في الأردن يتمتعون بالجنسية الأردنية، وهم جزء من الشعب الأردني. وسيظلون كذلك حتى العودة إلى أرض الوطن. ،نحن نعتقد أن إقدام أيّ منظمة فلسطينية على بناء تنظيم فلسطيني في الأردن هو جريمة بحق الوحدة الوطنية الأردنية. ونحن لن نقدم عليها حتماً. لن نشارك، أبداً، في تفسيخ وحدة النسيج الاجتماعي والسياسي الأردني، بل نحن حريصون ونناضل من أجل ردم الهوة وتأكيد وحدة الشعب الأردني وسيادته غير القابلة للتجزئة. لم نفكر ـــ ولن نفكر ـــ لأسباب مبدأية بالتمدد التنظيمي شرق النهر. اننا نعتبر ذلك خطراً عن الأمن الوطني الأردني وعلى الأردن الذي يهمنا ان يكون موحداً وقوياً. غير ان احترامنا الكامل لمواطنية الفلسطينيين في الأردن والسيادة الأردنية، لا تعني أننا نقبل «التوطين» كلاّ. نحن نرفض التوطين والتعويض. ونؤكد على حق وممارسة العودة لكل اللاجئين والنازحين ونعتبرهم ضيوفاً في البلدان التي يقيمون فيها. ولأنهم في الأردن، أيضاً، مواطنون. فنحن نحافظ على وحدة الشعب الأردني وسيادته ولا نسعى إلى بناء تنظيم يخرق هذه الوحدة وتلك السيادة. هذا هو فهمنا للمسألة، وانطلاقاً من هذا الفهم فنحن ندين دعاة "الحقوق المنقوصة" من كل النواحي. فهؤلاء يسيئون إلى الضيافة الكريمة وإلى المواطنة وإلى الوحدة الوطنية وإلى حق الفلسطينيين المقدس بالعودة إلى أرض وطنهم.
*