الحياة مليئة بالتحديات. الصعوبات الاقتصادية ، والأمراض الخطيرة، والمشاكل العائلية، والاضطرابات السياسية التي تصيب الناس بشكل يومي.
كيف يواجه الشخص كل تحد يأتي في طريقه، ويؤثر في شخصيته، وفي احساسه الداخلي.
في بعض الأيام تجد صعوبة في الخروج من سريرك وكأنه اخر ملجأ تحتمي به من قسوة الحياة ومن قوانينها المتلونة، تصبح عاجزا عن إيجاد الكلمات تشعر بالفوضى تملأ رأسك.
هل تعلم معنى أن يتأرجح صوتك بين الصيحات العالية وبين الهمس. هذا يعني أنك حزين أو مستنزف من لبس الأقنعة وتحاول ان تفسر ذلك للطبيعة.
لحسن الحظ أن الطبيعة، تغني بعض النغمات الصامتة للآذان لتجبرها على التركيز على ما تسعى إليه.
الطبيعة تجمع الشتات والتناقضات والتركيز بها هو الهمس الرقيق الذي يحمل للروح الإلهام.
تخبرك الطبيعة، أنك حزين حتى أطراف أصابعك تقول لك؛ لا تكابر، لا تدعي الفرح، اصرخ بوجه الكون غني حزنك بصوت عالي. اخرج الآهات من قلبك. أوجع الريح بها.
في كل جمال هناك جانب فوضوي يختفي خلف إنسان جريح، يملك قلب جميل لكن ممزق، يعيث فسادا في الإحساس بجمال اللحظات، يصر على جعلها مموهة بانعدام الأمن ، ينظر بعيون أعمتها خيبة الأمل عن كل شيء، يجلس بهدوء مزيف. بالكاد يلاحظ ما حوله.
ورغم كل شيء يحاول عدم التوقف عن محاولة بذل الجهد للابتسام.
الانسان هو مجموع الخبرات التي يواجهها وهو كل ما يمر به في الحياة من صراعات وانتصارات يومية.
كبشر عندما نواجه تحديًا ، لدينا الحرية في اختيار كيفية الرد. كل قرار نتخذه له مغزى. اصغر خيار نتخذه يتردد صداه في انحاء الكون. كل قرار نتخذه يقودنا إلى طريق مختلف. لن نصل أبدًا إلى نفس مفترق الطريق.
تحاول المضي قدما، بالنظر إلى الناس الذين يضحكون ويمزحون في الطريق، تحاول أن ترسم على الوجه ابتسامة. بدلا من ذلك العبوس، تقنع نفسك أن الأيام القادمة أجمل، وتدوس إحساسك بالخذلان من كل من حولك وتحاول من جديد لأنك إنسان.
حين يسألونك عن جهاد النفس الحقيقي، أخبرهم أن أصدق الجهاد هو القدرة على أن تبقي قلبك نقيًا، صالحًا للحياة الآدمية بعد كل تلك المفاجآت والانكسارات والأحداث. الجهاد الحقيقي جهادك مع قلبك كي يبقى أبيضًا رغم كل شيء، فلا تتغيّر ملامحك. يليق بكِ أن تكون كل الأشياء السعيدة التي لا يمكن أن يعبرها الحزن يوما. جاهد أن تكون ضوءاً لا ينطفئ أن تكون ورداً لا يذبل وماء لا يجف.