نشرت الجرائد الانجليزية في شهر تموز من عام 1934م حديثاً عن الاسلام وكان نص المقابلة وترجمتها يقول فيها : ليست صداقتي مع المسلمين بنت الامس بل منذ خمسين عاماً كنت فتى ولقد كانت زيارتي الاؤلى لجنوب افريقيا بسبب اتصالي بشركة اسلامية في تلك البلاد وهناك تيسرت لي الفرصة أن اتصل مع اصدقاء مسلمين بعلاقة وثيقة لم تتوتر على مر السنينن وكذلك في الهند فأنتم تعلمون ان الرابطة المتينة التي كانت بين اسرة علي وعلى الرغم المختلف في المبدأ بين شوكت علي نفسه وبيني فأنه يعلم انني دائماً صديق.

الصراط المستقيم – ولما كانت علاقتي بالمسلمين على هذا النحو من المتانة والألفة شعرت حقاً علي أن ادرس حياة الرسول محمد صلى الله وعليه وسلم وشرعت بذلك في جنوبي افريقيا الا اني لم اكن في ذلك الحين ملماً باللغة الاوردية ثم كان من حسن حظي توالى سجني في الهند اذ أتاح لي الفرصة أن اقرأ كتب مولانا شوكت علي واحأديث النبي الكريم وما كتبه عنه حكيم صاحب احمد خان – تلك الكتب التي طالعتها وجائني الى السجن وقرأت ايضاً احاديث صحابة الرسول وكانت هذه مترجمة الى اللغة الانكليزية .وقد أدت بي هذه الدراسات الى اليقين بأن القرآن الكريم والتوراة كتابان مقدسان فقدستهم بنفسي كما اقدس كتابنا إن حضرة النبي محمد صلى الله وعليه وسلم كان نبياً عظيماً وكذلك المسيح وقد اصبحت اعتقد انهما لا ينشدان الا الحق وكانا يخافان الله . وليس فيما اقوله لكم الآن شيءً جديداً وانما اصف فقط ما يخامر نفسي لقد لاقى محمد كثيراً من الاضطهادات ولكنه كان شجاعاً لم يخف غير الله ولم يرهبه اي انسان كان النبي العظيم فقيراً زاهداً في متاع الدنيا في الوقت الذي يستطيع باحث عن الحقيقة مثلي أن لا يعطي اهمية لهذه الشخصية الهامة التي لم تعمل الا لصالح البشرية. أنكم جميعاً تقرؤون القرآن ولكن القليل منكم يتبعون ما جآء به وكذلك يفعل الهندوس ولكن الطائفتان لو اتبعت تعاليم دينهم لصلحت حالهم.

يجب ان نذكر ان غاندي في عام 1945م ومع اقتراب استقلال الهند كان يدعو الى الوحدة الوطنية والى احترام المسلمين وكان له مواقف كثيرة مع ديننا الحنيف وكان له عدة مقابلات مع صحف عدة وكان يتحدث عن الاسلام ومنها (ينج إنديا) الهندية وفي مناسبات عديدة قال غاندي أن التعرف على نبي الاسلام هو الذي قادني الى المنادة بتحرير الهند العظيم ومحمد بن عبد الله كان قادراً للسيطرة على العالم كله.

هناك نظريات مختلفة للأحداث عن هذه الشخصية صنعها الاعلام ولكن من يطلق شرارة الحقد والكراهية لا بد ان يكتوي بنارها ويبقى التاريخ من صنع اشخاص وشعوب تكتب.