facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




عالمٌ جديد


فيصل سلايطة
03-02-2021 09:16 AM

وكأنّ عالمنا المعهود قد تغيّر , ففي كل يوم نسمع و نقرأ اخبارا تتحدث عن فيروسات جديدة تضرب كرتنا الارضية تلك التي لم تتعافى بعد من جائحة كورونا ...

ماذا يحصل وكيف نستطيع قراءة المشهد ؟

هنالك عدة سيناريوهات تُفسّر هذه الفوضى الحاصلة و نستطيع من خلالها رسم تصوّر لما هو قادم , بعضها منطقي_ تاريخيّ و بعضها عِلميّ و بعضها شكّلها و كوّنها اصحاب نظرية المؤامرة .

اولاً
اذا اردنا أن نرى المشهد من ناحية منطقية فمن الطبيعي أن تشهد البشرية انتشارا للفيروسات و الاوبئة نظرا لإزدياد اعداد السكان بشكل كبير و انعدام اسس تنظيم الاسرة خصوصا في المناطق النامية و الفقيرة و التي تعاني انظمتها الصحية من نقص كبير في المعدّات و الخبرات , هذا عدا عن التلوث الكبير الذي تخلّفه الكثافة السكانية التي تحدث في مناطق تفتقر للتنظيم .

ثانياً
تلعب بعض الثقافات و الممارسات لدى شعوب العالم دوراً كبيراً في نشوء الفيروسات و الاوبئة , فعلى سبيل المثال تُمارس شعوب الشرق الاقصى طرقا متنوعة لدفن امواتهم تتمثل في حرقهم و رمي اجسادهم في الانهار , و هذه الانهار تعتبر مناطق تجمّع لممارسة طقوس دينية و عقائدية مختلفة , بالرغم من احتواء المياه فيها على انواع مختلفة و خطيرة من البكتيريا و الفيروسات التي تنتظر الظروف المناسبة لضرب صحة البشر و انظمتهم الصحيّة , و ينطبق ذات الشيء على النظام الغذائي التي تمارسه هذه الشعوب , و هنا يقع على عاتق الدول تشديد الرقابة على السكان التي من الممكن أن تكون ممارستهم اليومية سبباً في تفشي الامراض الخطيرة و المُعدية .

ثالثا
إن سعي البشر نحو تطوير العلاجات المختلفة و دراسة الفيروسات و نشأتها قد يكون بدون قصد سبباً في توليد فيروسات شديدة العدوى و قاتلة , خصوصا إن تمّت هذه الدراسات في مختبرات تفتقر إلى انظمة الرقابة الصارمة , ما قد يسبب تسرّباً لهذه الفيروسات من الدوائر المغلقة للمختبرات و انطلاقها نحو العالم و هنا تكون الدراسة و التحليلات الغير مُنظمّة سببا في تفشي الاوبئة , هذا إن اعتبرت هذه الاحداث حوادث غير مقصودة و لم يكن المسبب لها دول أو انظمة .

رابعاً
إن اردنا قراءة المشهد من زاوية مؤامراتية فعندها ما علينا إلّأ العودة لنقطة المختبر و التعمّق فيها , فالمؤمنون بنظرية المؤامرة لديهم يقين كبير بأنّ الفيروسات المختلفة ما هي إلّا اسلحة بيلوجية ابتدعها البشر لتحقيق اهداف سياسية و اقتصادية أو حتى دينية مختلفة , و في ذات الوقت يمتلك مبتكرو هذه الفيروسات اللقحات و الادوية مسبقا لكنّهم ينتظرون الظروف و الاوقات المناسبة لتوزيعها .

خامسا
إن عدنا للتاريخ القريب أو البعيد و قارنّا الاحداث الدائرة الآن بما حدث في الماضي سنخرج بنتيجة مفادها بأنّ لا جديداً يحدث الآن , فقد ضربت الكرة الارضية فيروسات و امراضاً عديدة في الماضي لجأ اسلافنا للتباعد و لبس الكمامات ايضا لكبحها و التخلّص منها , فالانفلوزا الاسبانية اهلكت في الماضي ملايين البشر و مثلها فعل الطاعون و شلل الاطفال و غيرهم العديد من الامراض , لكن نظرا للتطور التكنولوجي و التقني و سهولة التواصل بين البشر في مختلف بقاع العالم راح البشر يُفسّرون تلك الاحداث عشوائيا و ربطها بالاحداث السياسية و الاقتصادية .

ما لا شك في أننا مقبلون على عالم جديد تختلف تقييمات موازين القوى فيه عن الماضي , فالدولة القوية الآن هي من تمتلك نظام صحيّ و صرامة في تطبيق الاجراءات التي من شأنها الحد من وطأة الطوارى و الاحداث الفجائية عليها , حتى العشوائية في تكوين الأُسر ستصبح عادة ً من الماضي فالدول التي لم تسنّ قوانين لتحديد النسل ستطلع قدما لضبط معدلات المواليد العالية , و ايضا ستعيد الدول ترتيب اوراقها الثقافية و الدينية مع سكانها للسيطرة على أيّ ثغرات قد تحدث , و الدول التي تتراخى مع تطبيق هذه القوانين و السعي لتحقيقها سوف تعتبر دول بدائية مهما كان ناتجها المالي و الاقتصادي , فالعالم الجديد قادم لا محالة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :