التكافل الاجتماعي في زمن كورونا
أسماء سليمان الطويسي
03-02-2021 12:05 AM
الآن وقد أكملت كورونا عامها الأول في الأردن وأكثر في العالم نستذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
منذ أن بدأت الإجراءات الأولى لمكافحة الجائحة والمتمثلة بالحجر الشامل ومن ثم الحجر الجزئي قلبت حياة الناس في شتى المناحي لا سيما (الاقتصادية والاجتماعية)، إذ كادت لا تخلو أسرة أردنية إلا وقد تأثرت بطريقة أو بأخرى بالجائحة، فكم من أسرة فقدت مصدر دخلها وتدهورت اساسات بيتها، ولا نستيطع أن نشوح انظارنا عن انعدام الحياة الإجتماعية بحيث أصبحت عادة بأن لا يقرب الأخ أخاه.
لم تتوان الحكومات من بداية الأزمة عن التصدي لتبعات الأزمة سواء حكومة «الرزاز» او «الخصاونة»، حيث حاولت الحكومتان جاهدتين لوضع الكثير من البرامج لتقديم الدعم للأسر والقطاعات المتضررة، لكن هذا لا يكفي إذ لا بد من تكاتف الجهود وعلى المستويات كافة.
وفي ظل هذه الظروف الطارئة غير المالوفة تتزايد عدد الأسر الفقيرة والمحتاجة لكافة أنواع الدعم، حيث لا بد من التكاتف الاجتماعي بين فئات الشعب الاردني و قطاعاته الخاصة بأن يقفوا يدا بيد للخروج من هذه المعضلة وتخفيف تبعاتها المستقبلية، وهذا ليس بغريب على المجتمع الأردني المتكاتف الذي يتميز بأنه مجتمع متكافل متعاون متمسك بعادته الطيبة والتي تعتبر جزءا أساسيا من حياته الشخصية سواء على الصعيد الفردي أو الصعيد المجتمعي، فيما لا يزال الخير في وطننا الطيب، ونلاحظ ذلك بوجود العديد من الشباب الذين يتبنون مبادرات شبابية مجتمعية تقدم الخدمات التطوعية والمساعدات للأسر الفقيرة؛ إذ إن هذه صورة من صور التكافل المجتمعي الاردني المميز حين يتفقّد الأردنيون معارفهم وجيرانهم المحتاجين والمتضررين من تلك الجائحة.
كلنا نعلم أن هذه الجائحة وتأثيرها يزيد من حالات الفقر وذلك نتيجة البطالة التي ضاعفتها هذه الظروف، حيث لا بد من زيادة التكاتف المجتمعي وتنظيمه وأن تتسع رقعة هذا الدعم والتفكير بطريقة جدية خارج الصندوق لتفعيل هذا الترابط المجتمعي.
(الدستور)