جودة الأعمال .. ثمرة التعليم
لارا علي العتوم
03-02-2021 12:03 AM
تميزت المسيرة التعليمية الاردنية بعدة نجاحات على مدار السنوات الماضية، رغم التحديات كان الاردن حريصا على أن يبقى التعليم مفتوحا أمام الجميع وحرص حرصا شديدا على جودة ومخرجات وقيم العملية التعليمية التربوية. اعتبر الاردن التعليم اهم قيم الدولة الاردنية فكان ولا يزال التعليم رأس المال البشري الذي حرص في العقود السابقة على دعم تنمية الوطن ونهوضه؛ ما أبقى العملية التعليمية اهم اهتمامات الدولة الاردنية رغم التحديات إما في المال أو المنهاج.
إن التقدم الحاصل في وقتنا الحاضر يستدعي ضرورة موائمة المناهج لسوق العمل وفتح أو إغلاق التخصصات الجامعية حسب متطلبات سوق العمل؛ فالجامعات التقنية اليوم تعتبر الأنسب والاكثر مواءمةً لسوق العمل وتحاكي متطلباته، وقد يكون التعلم فيها مكتملا إذا تم تنسيق المناهج المدرسية او الصفوف الدراسة بتكبير مساحة التعليم المهني او التقني في المدارس لتصبح الجامعة عالية الابتكار والفعالية في اجراءاتها وادارتها الداخلية، وهنا تبدأ أول خطوة في تعزيز الريادة متسقاً و مكملاً لطريق التغيير الثقافي.
يستدعي حاضرنا من الاكاديميين الاقبال على الاسلوب التعليمي المتفاعل مع الحالات التطبيقية والعملية والتحرك كرواد فكريين لتسهيل نقل المعرفة والتقنية والتركيز على الابحاث ذات الطبيعة التطبيقية المباشرة؛ مما يؤدي الى تجسير العلاقة الاستراتيجية المستدامة لانجاح قطاعات الاعمال او تحريكها لما اصابها بسبب فيروس الكورونا.
كلنا نعلم أهمية التفكير الريادي ولكننا لم ننجح الى الآن بأن يكون جزءا من حياتنا أو العملية التنموية وسد الفجوة بين التعليم والتطبيق للتحول نحو الاقتصاد المعرفي المنشود؛ إذ لا نزال ننظر الى الاعمال الريادية كمشاريع صغيرة نتمنى لها الاستمرار والنمو والعمل لتوفير الدعم المالي لها، في حين تم اعتبار التفكير الريادي في مؤسسات التعليم العالي والعام في عدة دول توجها ووضعت له الخطط التنفيذية لتعزيز التطبيقات الريادية في المؤسسات الاكاديمية وغير الاكاديمية.
وصلت الريادة في العالم من النضج بحيث اصبح هناك مراكز متخصصة في دعم العمل الريادي في عدة تخصصات ليس فقط الاتصالات او المرأة والشباب بل في الطب والهندسة والعديد من التخصصات، بالاضافة الى انشاء الجمعيات الريادية المهنية والعلمية لريادة الاعمال وما يسمى برأس المال الجريء.
حمى الله الاردن
(الدستور)