ينتظر العديد من طلبة المعاهد والكليات والجامعات موعد التخرج والحصول على الدرجة العلمية حسب التخصص الذي تم اختياره في بداية قبولهم في المعهد/الكلية/الجامعة سواء كانت حكومية أو خاصة. لتبدأ مرحلة جديدة في حياة هؤلاء الطلبة في البحث عن عمل أو وظيفة سواء كان في القطاع العام أو الخاص ومنهم من ينتظر سنوات عدة ولازال طلبه موجودًا في ديوان الخدمة المدنية ينتظر إدراج اسمه للفوز في وظيفة.
إلا أن الواقع ليس كما يتوقع طالبي التوظيف، فالقطاع العام أصبح مشبعًا من حيث العاملين ناهيك عن وجود بطالة مقنعة في بعض الأجهزة الحكومية، إضافة إلى ذلك تخلي الحكومات عن دورها الرئيس كحكومة راعية اجتماعياً وخاصة بعد خصخصة معظم أصولها، أما القطاع الخاص فهو يحتاج إلى مواهب أي لديهم معرفة عالية في التخصصات المالية والاقتصادية والتكنولوجية والتخصصات الأخرى التي يحتاجها هذا القطاع، إضافة إلى توفر مهارات مختلفة لديهم خاصة في مجال اللغات الأجنبية والمعرفة المتعمقة، وهو ما يفتقر إليه معظم مخرجات الجامعات.
أمام هذا الواقع المعقد بالنسبة للخريجين، فالسؤال هنا ..ما هو الحل؟
أعتقد بأن على الجامعات دور كبير في هذا المجال وذلك من خلال تهيئة الطلبة من بداية دخولهم الجامعة على مفهوم ريادة الأعمال كمساق تعليمي وفي مختلف التخصصات وتوجيه الطلبة نحو المشروعات الصغيرة الخاصة -حسب رغبة الطالب في نوع المشروع الذي سوف يعمل على انشائه-، وأن يكون هذا المشروع على شكل دراسة (البحث) كمشروع تخرج للطالب، وعلى الجهات الرسمية والهيئات والجمعيات غير الربحية تمويل هذه المشاريع تحت ضوابط يتم وضعها لمتابعة مدى نجاح هذه المشروعات.
إن نجاح هذه المشروعات الصغيرة تعتمد على مدى التزام صاحب المشروع واصراره على تحقيق النجاح. إضافة إلى ذلك توفير برامج تدريبية مختلفة حول المهارات الإدارية كمهارات الاتصال والتعامل الأخلاقي مع الزبائن والتسويق ...إلخ، ويعتبر ذلك من أسس النجاح في العمل الخاص.
وحيث أن الريادة هي عملية لإيجاد أو إنشاء شيء مختلف ومتميز بقيمته من خلال تكريس الوقت والجهد الضرورين والحصول على نتائج ومكاسب مالية ورضا شخصي.. أي أنها عملية تجديد وخلق مشروع جديد من خلال أربعة أبعاد أساسية وهي: الفرد، المنظمة، البيئة، وإجراءات بمساعدة شبكة تعاون من عدة أطراف تشمل الحكومة والمؤسسات العلمية والهيئات الداعمة..الخ.
علمًا بأن العمل الريادي حظي باهتمام كبير من قبل الملك عبد الله الثاني - حفظه الله ورعاه – حيث أكد جلالته ذلك خلال استقباله لعدد من شباب وشابات رياديين من مناطق مختلفة في المملكة وأن لدى الشباب الأردني الطاقة والاستعداد بحيث يجعل كل واحد منهم قصة نجاح وقدوة للجميع... إضافة إلى أهمية دور الرياديين في الحد من الفقر والبطالة.
وأخيرًا على الجهات الرسمية إجراء دراسات لتحديد الاحتياجات التدريبية لهولاء الشباب واشراكهم في برامج تدريبية مجانية لصقل مهاراتهم ومعارفهم في العمل الريادي وتطوير اتجاهاتهم الإيجابية نحو العمل وأنه مهما كانت طبيعته فإنه ليس عيبًا .. وبذلك نتخلص من ثقافة العيب.