مئوية الدولة الأردنية والطموح
عبداللطيف الرشدان
01-02-2021 01:12 PM
نحتفل بمرور مئة عام على نشوء الدولة الاردنية ونفتخر بالمنجزات المتحققة ويقينا ان الأعوام الطويلة في اعمار الدول مظهر من مظاهر التقييم والمراجعة والوقوف على الحقائق الماثلة على الأرض والبناء عليها نحو التقدم والتطور على جميع الاصعدة والوجوه وان التقدم الإنساني في صراع مع عامل الوقت كمن يمتطي صهوة جواده ليقطع مسافة الرحلة ويصل إلى محط رحلته بأمان وسلام.
ونحن إذ نفتخر باردننا الغالي وترابه الطهور وشعبه الذي تربطه وشائج القربى والمصاهرة والصداقة وملح العبش والشهامة والمودة والكرم وأمل المستقبل والمصير الواحد وما بنته سواعدهم بعزيمة وهمة عالية لندعو الله جلت قدرته ان يحفظ علينا بلدنا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.
ولكون الزمن عامل مهم في قياس نهضة الأمم وتقدمها في في مجالات الحياة المختلفة اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وتقافيا فإنه لا بد من وقفة مراجعة جادة لما انجزنا وما لم نجز وما تحقق وما لم يتحقق من طموحات هذا الشعب الذي يتطلع بشوق ولهفة إلى أن يرى نفسه وقد تحققت امنياته ورؤيته ورسالته في هذه الحياة وان يرى بلده قويا عزيزا متمكنا ومعتمدا على ذاته.
ومع ما تحقق من إنجازات فلا بد من المراجعة والاستفهام والتمحيص والتدقيق في بعض الأسئلة ومنها أين وصل التعليم في بلادنا وهل تقدم نحو بناء أجيال واعية وصاحبة معرفة ودرايه واين وصلنا في مجال العدالة الاجتماعية والانضباط الأخلاقي وهل تطورت منظومة القيم نحو بناء إطار أخلاقي في الممارسات العامة ومصداقية في المواقف والمعاملات وما هو مستوى البنية التحتية للبلاد وهل نجحنا في مقاومة الفساد وهدر المال والحفاظ على المستوى الاقتصادي المأمول واين وصلنا في التقدم التقني وإقامة المصانع وتطوير الصناعة والزراعة والتجارة والاعتماد على الذات وما هي رؤيتنا المستقبلية للحفاظ على موارد الدولة ومؤسساتها ومقدرا تها.
الشعب الأردني يتطلع ويحلم بمستقبل زاهر تتظافر فيه الجهود وتكرس فيه الطاقات لبناء اردن قوي مستقل في إطار أمته العربية والإسلامية.