عمون - تحت رعاية منتدى البيت العربي الثقافي، وقّعت الناشطة الحقوقية والاجتماعية جيهان أبو الراغب، مساء السبت، كتابها الأول "في طريقي إلى الحياة"، بمشاركة أمين النشر والإعلام في رابطة الكتّاب الأردنيين الشاعر محمد خضير، الذي استهل الأمسية بقوله: "الإنسان، ومنذ صرخته الأولى على الأرض، ولد مُسيّرًا، ولم يخترْ عمرَهُ المختبئِ في روزنامة الغيب، ولم يخترْ لون عينيه أو شكله... لكنّه، وفي طريقه إلى استهلاك هذا العمر القصير، خُيِّر في أمر عقله ومشيئته، إلا مَن سُلب منه هذا العقل... والخير والشر محكومان إلى إرادة البشر، فمنهم من نأى بنفسه عن الشر، ومات محسنًا، ومنهم من تخلّى عن الخير، ومات قاسيًا".

وأضاف الشاعر خضير: "الشر منذور في الأرض منذ مقتل هابيل على يد أخيه الذي هاجر والهمُّ يسكنُ صدره إلى أرض الله الواسعة، ولأن الخالقَ أعلمُ من المخلوق، فقد أرسل الأنبياء تباعًا من أجل رفد العقل الإنساني بخرائط السبل التي تأخذ بيده إلى السعادة، وقديمًا، انتشرت الحكمة على ألسنة الشعراء والفلاسفة كالمتنبي وأبي تمام، وأرسطو وكريشنا وغيرهم الكثير... وفي عصرنا الحالي برزت أسماء عديدة، كالدكتور إبراهيم الفقي، والدكتور عائض القرني صاحب الكتاب الشهير "لا تحزن"... وما كتاب "في طريقي إلى الحياة"، للناشطة الحقوقية والاجتماعية جيهان أبو الراغب، إلّا خطوة أخرى في سبيل صناعة السعادة التي نحتاجها ونحن نكابد الحياة، وقد اشتغلت الأستاذة أبو الراغب كتابها بلغة سهلة، بعيدًا عن التعقيدات اللغوية التي لا تناسب البسطاء من الناس "وهم أكثرنا"، كما ذهبَت إلى اللغة المحكيّة من أجل أن تقترب أكثر من هذه الشريحة، مستثمرة الجانب النفسي الذي يقعُ على عاتقه إخراج الروح من غياهب أحزانها وهمومها،

تقول جيهان: "من أسرار السعادة، أن يتذكر الإنسان ما لديه من نِعَم قبل أن يتذكر ما لديه من هموم". وهذه حقيقة غابت عن كثيرين ممن أفرطوا في نسيان النعم التي يحظون بها، فراحوا يندبون حظوظهم وهم يمدّون أعينهم إلى ما متّع الله به قومًا غيرهم،

وفي رسالة أخرى تقول أبو الراغب: "إذا أظلمت الدنيا، فانظر إلى النجوم"، في تناص مع المقولة الشهيرة "انظر إلى الجانب الممتلئ من الكأس"، وما أكثر الذين قضوا عطشًا بعد أن أمعنوا النظر إلى الجانب الفارغ، وفي اختصار مدهش، وعبارة بالغة، تقول جيهان: "الرغبة، أول خطوة في طريق النجاح... الخطوة الثانية أن تبدأ". استوقفتني العبارة طويلًا، وقلت: "لعلّي أبرزها أمام الناس، فأحركَ فيهم الرغبةَ بالتغيير، وحثهم على البدأ"، لأن جلد الذات، والوقوف عند نقطة الألم، لا يُعينان أحد على الشفاء، والانقلاب على أحوالنا المزعجة".

وأدار الحفل الأستاذ مراد أصحاب، الذي شارك بقراءة موجزة أضاء فيها على الكتاب الذي تابع مسيرته قبل نشره، ولم يخف إعجابه بالكتاب الذي وصفه بأنه مثابة الدليل إلى التائهين عن درب السعادة، واختُتم الحفل بكلمة من الأستاذة جيهان أبو الراغب التي أثنت على الحضور والمشاركين، واختصرت الشرح بقولها: "إن هذا الكتاب، خلاصة تجارب طويلة، أحببتُ أن أضعها بين يدي القارئ كي تضيء له الطريق، وتمنحه القوة على اتخاذ قرار التغيير قبل فوات الأمر".
وفي نهاية الحفل، كرّم الأستاذ صالح الجعافرة رئيس المنتدى، الأستاذة جيهان أبو الراغب، وبارك لها إصدار كتابها.