يعدُّ تاريخ مولد الملك عبدالله الثاني عام1962، حدثاً مهماً في تاريخ الأردن المعاصر، لم يكن الوطن آنذاك قد اشتد عوده، بل كانت الدولة تسير محاذرة بين دول الإقليم، وخاصة بعد تداعيات ثورة تموز في مصر 1962 وما احدثته من فرز سياسي لدول الإقليم.
العام 1962 كان محليا عام انجاز كبير، وهو تأسيس الجامعة الأردنية في ظل حكومة الشهيد وصفي التل، وهو زمن إعمار أردني كبير قامت به مؤسسات كبيرة، ولكن الأمير الذي ولد آنذاك، كان عليه ان يفتح وعيه ويتشكل إدراكه السياسي في بلد كان مليء بالأحداث السياسية، وحتى الأمير الطفل آنذاك، لم يستثنَ من المؤامرات الخارجية التي استهدفت حياة والده الراحل الملك الحسين طيب الله ثراه.
مضى الأردن في رحلة بناء كبيرة، في زمن الراحل الحسين، وما ان تسنم جلالة الملك عبدالله الثاني مقاليد الحكم، حتى كانت الدولة على موعد مع زمن جديد، ورجلة جديدة في الإنجاز، والبناء والتطوير والتحديث.
قاد الملك عبدالله الثاني الأردن في اصعب ظروف المنطقة والعالم توتراً، من تفجيرات برجي التجارة العالمية عام 2001 وحتى كورونا 2020 ونحن في أزمات تلد الواحدة الأخرى تباعاً، فكان بين هذين التاريخين الحرب على الإرهاب التي أعلنتها إدارة بوش الأبن، ثم احتلال العراق، فتفجيرات عمان، ثم الأزمة العالمية المالية، وصولا للربيع العربي، ولاحقا خطر داعش الذي شوه الإسلام وازهق حياة آلاف الأبرياء، وحتى اليوم.
لقد عدّل الملك عبدالله الثاني من الصفة المركزية للأردن التي لازمته طيلة القرن العشرين، من بلدٍ متلقٍ للمساعدات ومُستقبل لللاجئين، إلى بلد ذو دور مركزي في المنطقة والإقليم، وكان الملك متحدثاً أمام افضل المحافل الدولية باسم العرب والمنطقة وقضاياها.
داخلياً، حول الملك الأردن إلى بلد فرص وجدد بناء المؤسسات، وارسل الآلاف من الشباب إلى أفضل الجامعات، حتى غدا عندنا نحو أربعين جامعة وكلية جامعية، وبنيت المستشفيات في كل المدن، ورسمت الطرق والشوارع الكبرى، وبنيت مرافق للوزارات، وتوسعت قاعدة المشاركة، مع الحفاظ على نهج ملكي تواصلي مع الناس في قراهم وبواديهم، وكل ذلك مع الحفاظ على قيمة الانسان وحقوقه، ومع التمسك بقضية الأمة فلسطين الاحتلال والدولة.
نعم كان ميلاد جلالة الملك، عنوان تجديد للدولة، وعنوان أمجاد جديدة وانجازات كبيرة، فندعو الله له بالخير والصحة وداوم العافية، والأمن للبلاد والعباد، وكل عام وجلالته بألف خير.
الدستور