في عيد ميلاد سيدنا التاسع والخمسين
م. عروب العبادي
30-01-2021 06:38 PM
لطالما ارتفعت أيدينا إلى السماء تتضرع وتطلب من الله العلي القدير أن يحمي هذا الوطن قيادة وشعبا، وعلى الدوام كان الأردن محط أنظار الجميع لانه وبالرغم من شُح موارده وموقعه في وسط إقليم ملتهب كان قادرا على الدوام بفضل الله أولا والقيادة الحكيمة الرشيدة أن يتخطى كل الصعوبات إلى بر الأمان، إذ كنا ولا زلنا نشكر الله على نعمة الأمن والأمان والتي كانت ركائزها قائدا شابا ذو نظرةٍ ثاقبة محبا لشعبه فبادله شعبه ذلك الحبْ، وجيشاً وأجهزة أمنية نفاخر بها على مستوى العالم تعمل بدافع الحب والانتماء للأرض والقيادة.
وفي الثلاثين من كانون الثاني من كل عام تحتفل الاسرة الأردنية بمناسبة غالية على قلوب كل الأردنيين وهي عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه هذا اليوم الأبيض بتاريخ الأردن، والذي يتزامن هذا العام مع مئوية الدولة الأردنية، ولسان حال كل أردني ينطق على الدوام بمسلمة ثابتة هي الله الوطن الملك كيف لا وجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين هو السليل الحادي والأربعين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسليل بني هاشم ووارث راية الثورة العربية الكبرى وحبيب الشعب.
وأما عن المكانة المتميزة التي يحظى بها الأردن في جميع المحافل الدولية فإن ذلك نتاج السياسات المعتدلة في التعاطي مع مختلف قضايا وأزمات المنطقة والعالم مع التأكيد على ثوابت الدور الأردني في القضية الفلسطينية التي كانت على الدوام محور اهتمام القائد إذ كانت القدس والقضية الفلسطينية والوصاية الهاشمية حاضرة دائما في خطابات سيدنا في كل المحافل العربية والدولية، كما يبذل جلالة الملك جهودا كبيرة باعتباره وصياً وحامياً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحرص كل الحرص للحفاظ على هويتها العربية.
ولأن دور جلالة الملك وجهوده الكبيرة في المنطقة تحظى باهتمام وتقدير عالمي جاءت جائزة تمبلتون 2018 لتعكس التقدير لجهود جلالة الملك في تحقيق الوئام بين الأديان والدفاع عن صورة الإسلام والتصدي للإرهاب إذ يعتبر جلالته الصوت الإسلامي الأقوى الداعي لنبذ الإرهاب.
واما عن المرأة فقد جاء اهتمام جلالة الملك بتفعيل دور المرأة في العمل السياسي وتعزيز حضورها، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لها، وذلك من خلال رفع نسبة مشاركتها في مجلس الأمة والسلطة القضائية وتمويل العديد من المشاريع الإنتاجية الداعمة لها والنهوض بالوضع الاجتماعي للمرأة الأردنية على أساس المساواة والعدل وحقوق الإنسان، والتركيز على دورها الفاعل في المجتمع ودعمها وتمكينها اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً إذ كان ذلك جلياً في كتب التكليف السامي وخطابات العرش والأوراق النقاشية لجلالة الملك ودعم وجود المرأة في الوظائف القيادية.
ولأن الشباب هم فرسان التغيير فقد حظي الشباب بدعم ملكي من سيدنا وذلك من خلال الاستماع لهم ومشاركتهم همومهم والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لهم، عدا عن إطلاق العديد من المبادرات الهادفة للشباب، إذ تُرجم هذا الاهتمام من خلال اللقاءات الملكية المتكررة مع القيادات الشبابية وتفعيل التمكين السياسي والاقتصادي والفكري لهم وتعزيز دورهم في الحياة العامة من خلال إعطاء الفرص لهم وتأهيلهم ككفاءات للمستقبل.
وانطلاقا من حرص جلالة الملك على صحة المواطن الأردني كان للتوجيهات الملكية عظيم الأثر بالتعاطي المباشر والفوري مع ازمة ومستجدات فايروس كورونا، فقد جاءت توجيهات سيدنا المباشرة للحكومة لجعل صحة المواطن الأردني أولى أولوياتها، كما كان ذلك جلياً بتوجيهات جلالة الملك لتعزيز روح المسؤولية الاجتماعية وذلك في ظل الظروف الاستثنائية التي اثرت على الأردن كجزء من العالم، فقد قامت الحكومة بصرف رواتب العاملين في القطاع العام بوقتها، كما قامت البنوك بصرف كامل الرواتب ودون اقتطاعات، حيث كان لأوامر الدفاع اثر كبير في الحرص على دعم الاقتصاد بشكل عام والقطاع الخاص والعاملين فيه بشكل خاص وحماية حقوقهم، وأما عن صندوق همة وطن فقد كان له الدور الأكبر في دعم جهود وزارة الصحة للتعامل مع فايروس كورونا.
في عيد ميلاد سيدنا التاسع والخمسين نهنئ أنفسنا بقيادة هاشمية متواضعة قادت هذا الوطن إلى بر الأمان، وروؤسنا تعانق السماء بأن حبانا الله بعبدالله الملك والإنسان والأب وحادي الركب، ونعاهد جلالته أن ندخل المئوية الثانية للدولة الأردنية بثقة وعزم ليبقى الأردن أنموذجا للإنجاز والعطاء الذي تحقق خلال مئة عام من مسيرة آل هاشم الأطهار، وعلى الدوام سيبقى شعار كل الشرفاء في هذا الوطن (الله الوطن الملك) شاء من شاء وأبى من أبى، حمى الله الأردن قيادة وشعبا وأدام عز وجل علينا الأمن والأمان.