كنت قد بدأت الكتابة في دروس من الحياة قبل أكثر من شهرين ونشرت الجزأين الأول والثاني في حينه.
قصتي مع هذا الدرس تعود لعام ١٩٧٧ حيث كنت في دورة تدريبية في إدراة مكافحة المخدرات الأمريكية في واشنطن مع زملاء اثنين لي وكنت برتبة نقيب.

تضمن برنامج الدورة مدة أسبوعين زيارات ميدانية لولايتين أمريكيتين، تستغرق كل زيارة منها مدة أسبوع وكانت الزيارة الأولى إلى ولاية فلوريدا.

ذات يوم في فلوريدا ذهبنا بالسيارة برفقة أحد ضباط مكافحة المخدرات إلى مدينة ميامي لزيارة أحد مراكز مكافحة المخدرات هناك وسلكنا الطريق السريع.

وحيث كانت المسافة طويلة توقف مضيفنا في سوبرماركت على الطريق وتزودنا بعلب ببسي وعصائر ومياه.

كنت أركب بجانب السائق بحكم أنني الضابط الأقدم وكنت أنا الذي أقوم بالترجمة.

أثناء مسيرنا على الطريق السريع طلب مني أحد زملائي أن يقوم السائق بفتح نوافذ السيارة لرمي علب البيبسي والمياه الفارغة.

تناسيت الطلب ولكن تحت الإلحاح لاحظ السائق فسألني عن الأمر فأخبرته عن طلب زميلي في المقعد الخلفي فقال اتركوا العلب الفارغة في أرض السيارة.

بعد مسافة حوالي 100 كيلو متر، أخذ Jim مضيفنا مخرجا إلى خليج المكسيك وبحث عن حاوية نفايات وقال here where we through the empty cans , هنا نرمي العلب الفارغة،

مر على هذه الواقعة 43 سنة ولازالت كلمات Jim Doud ترن في أذني دوما عندما عندما أشاهد علب أو زجاج العصائر ومحارم الورق ترمى في وسط الشارع أو عندما أشاهد مخلفات الرحلات تترك تحت الأشجار.

ديننا وثقافتنا الإسلامية يحضان على النظافة "إماطة الأذى عن الطريق لك صدقة"... هكذا علمنا رسولنا الكريم... لقد عرّفه بالأذى، وأي أذى

حضارتنا يزيد عمرها عن 1400 سنة بينما حضارة أمريكا عمرها يتعدى بقليل الـ200 سنة... لما سبقونا في الكثير من مناحي الحياة ونحن تخلفنا؟؟

هل هم يحبون بلدهم ويغارون عليه أكثر مما نحب نحن بلداننا؟؟ أسئلة كثيرة تدور في الذهن ولا مجال لسردها هنا.