رسائل فلسطيني من اجل فلسطين
السفير الدكتور موفق العجلوني
30-01-2021 02:06 AM
استوقفني حديث السيد منيب رشيد المصري المنشور في عمون الغراء: "هذا ما قاله لي جو بايدن ". حديث في منتهى الحكمة والعقلانية وينسجم مع واقع الحال.. المرير الممزق فلسطينياً واكاد أقول عربياً، ونحمد الله على لم الشمل في قمة العلا. وننتظر عقد اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب وبشائر خير ان شاء الله.
رسائل هامة اولاً للفلسطينيين وخاصة القيادات الفلسطينية وثانياً للرئيس بايدن. هل يقرأ الاشقاء الفلسطينيون هذه الرسائل ...؟؟؟ امل ذلك. لن اطيل في حديثي، واتوقف عند هاتين الرسالتين: "هذا ما قاله لي جو بايدن "، لعل الذكرى تنفع اخوتنا الفلسطينيين:
رسالتي لكل فلسطيني قبل ان اوجه رسالة للرئيس الامريكي جو بايدن لقد بدأ تنفيذ مخطط استهدافنا وسرقة وطننا ومنحه للحركة الصهيونية منذ تصريح بلفور 1917 الذي اكده قرار نتنياهو بإقامة الدول اليهودية 2018، ومنذ ذلك الوقت ونحن نتعرض للضربة تلو الاخرى للأسف وشعبنا لم يتوقف عن تقديم كل اشكال التضحيات في ظل حاجة متزايدة لترتيب البيت الداخلي وتوحيد الموقف وبناء برنامج وطني يصل بناء الى دولة المستقلة. علينا ان نتعالى عن كل الخلافات والانقسامات ونقدم مصلحة الوطن والقضية على كل المصالح الفئوية والفردية لنعزز تكاتفنا ووحدتنا لنعيد فرض احترامنا على العالم.
جميعنا في خندق، واحد وما يعنينا الآن كفلسطينيين هو استثمار ما هو متاح حسب ثوابتنا الوطنية بعد نجاح السيد بايدن والذهاب باتجاه تقوية وضعنا الداخلي الذي ركيزته الأساسية إعادة تجديد الشرعيات من خلال انتخابات نزيهة، تجبر العالم أجمع على احترامنا والتعامل معنا على أننا شعب يستحق الحياة، ويستطيع أن يدير شؤونه ضمن نظام ديمقراطي يحترم المواطن وحقوقه، وفي ذات الوقت له الحق أن يجابه المحتل ضمن ما كفله له القانون الدولي من وسائل.
كلمة أخيرة أوجهها لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مع إيماني العميق بأنه رجل متزن وسوف يفي بما وعد به، أقول له؛ السيد الرئيس: تغيير مسار التاريخ يصنعه العظماء، ولا يراودني أدنى شك بأنكم قادرون على أخذ قرارات تؤسس لسلام حقيقي وتضمن قيام دولة فلسطينية كما نصت عليه المبادرة العربية، ونحن الفلسطينيون نؤمن بضرورة العيش بسلام وأمن في دولة مستقلة وأن نبني علاقات مع كل دول العالم، ويسجل لكم التاريخ بأنكم الشخص الذي استطاع الانتصار على هذه المعضلة المسماة الصراع الفلسطينيالإسرائيلي.
ورسالتي كاتب هذا الكلمات التي اضم صوتي بها الى الاشقاء الفلسطينيين: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. "
لقد شعرت بارتياح كبير لمبادرة وزير خارجيتنا النشط السيد ايمن الصفدي بالاتصال مع وزير الخارجية الأميركي السيد أنتوني بلنكن، والحديث الطيب بين الوزير الصفدي والوزير بلنكن، وشعرت ان هذا الحديث يعكس العلاقة الطيبة بين الأردن والولايات المتحدة الأميركية بعكس البرود غير المسبوق في تاريخ العلاقات الأردنية الأمريكية الذي اتسمت به هذه العلاقة ابان رئاسة ترامب ووزير خارجيته بومبيو واللذين غادرا البيت الأبيض خائبي الوفاض. فشتان ما بين حكمة الرئيس بايدن ووزير خارجيته بلنكن والانانية المطلقة للرئيس السابق ترامب ووزير خارجيته بومبيو واللذين اخذا الولايات المتحدة الاميركية والعالم الى المجهول.
انا على يقي تام بعد اللقاء المرتقب بين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله والرئيس بايدن سيكون هنالك تحرك لعملية السلام، لان الرئيس بايدن يعرف حكمة جلالة الملك وبعد نظره وايمان جلالة الملك بالسلام الشامل والعادل والدائم من خلال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
وكما هو معروف أن الرئيس بايدن من أشد السياسيين تأييدا لإسرائيل ، إلا أنه في نفس الوقت من أكثرهم وأشدهم انتقاداً لها، وخاصة فيما يتعلق بسياساتها الخاصة بالاستيطان في الضفة الغربية، وتكرار إفشالها للجهود الأمريكية في التوصل إلى حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولم يتردد في توجيه الانتقاد بشكل مباشر وعلني لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو حيث اتهمه بتعطيل مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال إن هذا العمل يؤكد على أن نتنياهو يقود إسرائيل إلى الطريق الخاطئ.
هذه كلمة أخيرة هل تعي جيداً القيادات الفلسطينية معنى ما يدور على الساحة الفلسطينية اولاً والتحرك الأردني بقيادة جلالة الملك والدعم العربي للقضية الفلسطينية وخاصة في قمة العلا والالتزام بالمبادرة العربية ووقوف العالم الحر تجاه القضية الفلسطينية.
نعم حان الوقت ان نكون جميعاً عقلاء وأصحاب حكمة وسياسة وبعد نظر وان نوحد الصفوف وان نوحد الكلمة وان تكون لنا قيادة واحدة واعية واعدة بعيداً عن المصالح الشخصية والارتباطات الخارجية الزائفة تمثل كافة الفلسطيني في الداخل والشتات. كفى معاناة ...رسائل لكل القيادات الفلسطينية ... هذا ما قاله لي جو بايدن (قبل عشر سنوات) هل ندرك معناها قبل فوات الاوان.