1 - من يرى الشاطئ
قلت انني ارى الشاطئ، اجلس كل وقت، اعد تردد الموج، ارقب كقمر بري حالات المد والجزر.
لكنني اراها في كيانها الملائكي، تنتظرني، تغسل دموعها بملح البحر، اه كم هو حارق هذا الملح.
تلتمع عيناها تحتضن وهم الظلال التي تركنها نوارس على ممشى الرصيف الحجري.
2 - حديقة بمقاعد اسمنتية
..وكان ان جلسنا، هناك امرأة تبيع الشاي، كنت تتألقين بنظرات عاشقة، احترنا اي مقعد نجلس، كلها من اسمنت متهاو.
أراها كأنها جنة من أرض يحرسها البحر وتلك النخلات، تذكرني دائما بتلك الحبيبة، اتجمل واحس بترقبك وتعبك ونقلق معا.
نتوه في الاحضان او هو الحلم.
3 - سلسلة «الشاطبي»
-ثانية!.. ثوان.. كلمة ونتسابق مع نجاة في المرارة والاحزان.
-قلبي انتبهي على الاسماك وصراعها مع النوارس.
تضاحكت، كم اعشق لمة خجلها والضحكة تدور في الفلك، قالت:
- هل تقصد ان النوارس اكثر جمالا من الاسماك؟
او.. قاطعت انفاسها، وضعت يدي وسط كومة من الاصابع الذهبية، وقلت:
-هل كنا نتخيل ان تخرج الاسماك، ترقص لنا تحديدا، امام كل هؤلاء الناس؟
تابعت كركرة الارجيلة وهي تعد لي رمش عيونها: مهدا للريح ولموج السلسلة، وتلك الاكواب من شاي يغدق من ظلها سمك يغوص وينام في طريق الحكاية.
4 - المشي في الظل
لم اكن وحيدا ولا انت وحتى البحر، غيبني هذا الظل الغني في طلتك، كنت تهربين من تعب يلاحقك، كنت المحتمي بك، وثالثنا كان الظل.
هل قام هذا القاتم ومشى معنا؟
..في الحلم، هناك من قتل ما تسرب من ادوات تلك الطاولة، منفضة سجائر وقلم احمر وورق ينتظر الاعترافات، وما تبقى من اكياس شاي رديء.
في لمسات الاصابع انهارت موجة وتناثر خريف الورق والشاي وظهر يدك.
مشينا، تابَعنا غيم ربيعي، تلال من الموج وصمت شتت هجرة الظلال على الممر، تسابقنا، وغابت بهجة كتب ايزبيل الليندني وبريد الغرام أكله الظل.
(الرأي)