هنالك أشخاص مميزون تميزهم قوة التأثير بتميز الهالة الشخصية التي يمتلكونها نتيجة نواة فطرية وصقل موهبة، فهم قادرون على توسيع دوائر الاستجابة من مستوى الخصوص إلى مستويات العموم، كما أنهم قادرون على تعميق حجم التأثير، ودرجة الإقناع إلى حد الاستقطاب على مستوى الأفراد والمجتمع، كونهم يمتلكون كاريزما تأثير قيادية، أو ما تعرف بالهالة الشخصية ذات الوقع الذي يميزهم بالقدرة والمقدرة على التواصل والاستقطاب، حيث تميزهم هذه الكاريزما عن غيرهم من عموم المجتمع بكيفية إيصال رسائلهم والتواصل الوجاهي أو غير ذلك بطريقة فاعلة ومؤثرة إلى درجة إحداث وقع كبير في الدوائر المستهدفة.
ولأن كاريزما التأثير هذه وحدها القادرة على التمييز بين أصحاب الرأي ومجتمع العموم، كما يمكنها التمييز بين القائد والرئيس، لذا تعد من العوامل المهمة التي تحظى بالأولية عند اختيار محددات الوصف الوظيفي والذي تبنى عبره ومن خلاله نوعية الشخصية المناسبة للرئاسة والتي غالبًا ما تُحكم بحكم القانون والنظام وليست بحاجة إلى دوائر تأثير بين القيادة وشخصية القائد التي تستهدف عبرها دوائر التأثير الواسعة لإحداث درجة الاستجابة المطلوبة في البيئة المستهدفة أو العامة؛ لما تشكله هذه الشخصية من مصداقية قادرة على أن تعزز ميزان الثقة لبيت القرار، كما أنها تعزز من مرجعية نظام الحكم والحمايات المجتمعية والسياسية.
ولأن عامل الثقة يعد أساس التقويم المنهجي، ورابطًا لتشكيل العلاقة بين 3 أركان الوطن، وهي: الفرد، والمجتمع، والنظام، فإن العمل على تعزيز عامل الثقة يستدعي بالضروره العمل لاستقطاب من يمتلكون كاريزما ثأثير قادرة على تسليط الضوء على الجوانب التي يراد تقديمها أو تلك التي بحاجة لمشروعية قبول أو دعم المحتوى أو تغيير البيئة المحيطة من بيئة سلبية غير متفاعلة الى بيئة إيجابية متفاعلة ومشاركة ومساهمة، وهذا ما يميز تلك الكاريزما القيادية عن غيرها ويطرح أيضًا فرضية أن المنصب يصنع القائد كما يؤكد على ثابت أساس يفرق بين المنصب الإداري الذي تصنعه الهيكلية الإدارية وإطارها العام والمنصب السياسي وركائزه السياسية التي تميزها كاريزما الثأثير، والتي تعد من الأسس الثابتة بتعزيز عامل الثقة المستهدف.
ولما تكونه الكاريزما من عوامل أساسية منها ما يندرج في قواعد التأثير، ومنها ما يتكون من معامل درجة الثقة، فإن العمل على تجذير أنظمة التواصل ومسلكيات العمل يعد أحد الاشتراطات الضرورية في بناء حالة تقوم على مكونات الكاريزما التي تبرزها هالة الحضور، حيث الشغف، والحماسة، وعنصر الثقة، على اعتبار أن الكاريزما مصدر ذلك كله، وأما العامل الآخر وهو الانسجام بين ما تقوله وتفعله، إضافة إلى التفاعل الواقعي الذي يرى كل المشكلات مؤقتة ويمكن حلها مهما كانت مستعصية، هذا إضافة إلى عامل الطاقة الإيجابية المؤثر على اسقاطات المشهد العام، وهي كلها عوامل من شأنها أن تصقل الكاريزما وتبعثها لتكوين الحالة المراد تكوينها، وفي الجانب المتمم، فإن منهجيات التواصل تعد من الأدوات المهمة والضرورية التي تساعد في مرحلة التمكين، إضافة إلى الهندام الشخصي الذي يميزه حسن المظهر وحسن الدعابة من الانتباه والاستقطاب، وحسن الاستجابة، وهي جميعها تعد من أدوات القبول.
* من كتابي (القرار في بيت القرار).
الدستور