(دافوس) يستمع لفكر الملك عبدالله الثاني .. نحو مسيرة إنسانية
حسين دعسة
29-01-2021 12:04 AM
على توافق معرفي وحضاري واجتماعي وسياسي محكم، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني زعماء ورؤساء ونخب رجال الأعمال والاقتصاد والمعلوماتية والصحة والاعلام، في إطار الجهود الحثيثة، في المملكة الأردنية الهاشمية، وقدرته على تحدي تداعيات تفشي فيروس كورونا، وأعاد الملك، برؤية هاشمية واضحة المعالم، الدور الذي قامت به الدولة الأردنية في مواجهة اخطار الفيروس، وغيرها من الأزمات التي عايشها الأردن والمنطقة والعالم خلال مئة عام من التاريخ السياسي والإنساني والاجتماعي.
.. وسعيا لبناء شراكات عالمية للتصدي للتداعيات الإنسانية والاقتصادية لجائحة كورونا، وإيجاد حلول مبتكرة لدفع عجلة التعافي في الفترة المقبلة، ومع بدء عام جديد، كان لمشاركة الملك في اجتماع «أجندة دافوس»، افتراضياً، فتح المجال أمام جلالته، لتعريف العالم عن كيفية ما مضى من أحداث وتحديات، برزت نتيجة الجائحة.
بالتأكيد، يلتزم الملك بقوته وقدرته وسعيه منذ ظهور الوباء، على إدارة الازمة والتحكم بكل مساراتها ومصفوفاتها ووقعها عمليا، ما جعل الأردن، الأقرب الي جدية التعاطي مع الازمة ومعالجة آثارها الصحية على المواطنين في البلاد.
جلالته، يتتبع العالم عبر دافوس، نحو «عام مفصلي لإعادة بناء الثقة».
كلمة، الملك الهاشمي، وثيقة فكرية، فيها مؤشرات على خريطة طريق تعامل بموجب بوصلتها، ما جعل إمكانية الاستجابة لتحدي كورونا، عملا تشاركيا، متواصلا مع كل بنى المجتمع والجيش والتربية والاعلام والعمل، وحتى المؤسسات السيادية التي انجحت ما وصلت اليه المملكة من التفاف حول قيادة جلالته وطريقة توجيه الازمة وادارتها.
ما الذي يعنيه الملك ويؤشر عليه، ليقول: نبدأ عاما جديدا والكثير من التحديات ذاتها التي كانت عنوان العام الماضي، ما زالت تؤثر في مختلف القطاعات، فجائحة «كورونا» مستمرة بجلب الأذى على عالمنا، ونحن بالكاد بدأنا نلمس تبعاتها الإنسانية والاقتصادية طويلة المدى..، وهنا جدية المكاشفة ومصداقية وعي القيادة الهاشمية المتناغمة مع نبض الناس والشارع: رجل الأعمال والصحفي، الطبيب والممرضة، المعلم والجندي، وكل ذلك وغيره.
أمام «دافوس»، كما أمام قوى أخرى في العالم والمجتمع المحلي، يؤمن الملك:
- هناك بصيص أمل، ولقاحات جاهزة.
- الحرص على التوزيع الفاعل والعادل للقاحات والعلاجات الخاصة بفيروس كورونا.
- التعامل مع اللقاح كسلعة عامة لمنفعة الجميع واجب أخلاقي للحيلولة دون تهميش الدول ذات الدخل المحدود والفقيرة، بينما تقوم الدول ذات الدخل المرتفع بالاستحواذ على معظم اللقاحات الواعدة.
- تنبيه العالم إلى ضرورة حماية اللاجئين والحفاظ على صحتهم، وأن ذلك مسؤولية عالمية، ونحن-يقول جلالته- من أول دول العالم التي بدأت بإعطاء اللقاح للاجئين مجانا.
- الدعم الدولي مطلوب، علينا العمل بشكل جماعي لنطور سياسات جديدة لمعالجة مشاكل اليوم والغد.
لقد أثبتت لنا الجائحة، وبطريقة مؤلمة، أنه ليس بالإمكان استدامة أسلوب حياتنا كما كان في السابق. لذا دعونا نراجع ونعيد تعريف تلك المصطلحات الحاضرة باستمرار مثل العولمة، وتعددية الأطراف، والمجتمع الدولي، ولان رؤية جلالته المحلية والدولية مع نظرة ل: «عالمنا لإعادة ضبط العولمة، لنسعى من خلالها نحو تعافٍ مستدام وعادل ورفيق بالبيئة، يعطي الأولوية لسلامة شعوبنا وكوكبنا».
كما يلح جلالته على إعادة النظر في تفشي الجائحة، مثل إعادة تفشي العولمة وتداعياتها على الدول الفقيرة، طالب الملك، ان نعيد التفكير في الطريقة التي نتعامل بها مع عالمنا، فقد دقت جائحة كورونا ناقوس الخطر لتذكرنا بأن لأفعالنا تجاه البيئة تبعات خطرة.
(دافوس)، حمل نداء جلالته إلى جدل التركيز على التغير المناخي، وأن مملكتنا تعمل وفق قيادة الملك، للتصدي لخطر شح الغذاء عالميا، الذي أصبح خطرا داهما عقب جائحة كورونا، فالمجاعات تهدد الآن الملايين من الناس.
.. ومع ذلك، فالرؤية الملكية الهاشمية، تدعونا إلى التعاون والتواصل والسعي للأمن والأمان، «فلنسمح لإنسانيتنا أن تقود المسيرة».
huss2d@yahoo.com
الرأي