جلالة الملك والحرص على سلامة التعاون الخليجي
د. كميل موسى فرام
29-01-2021 12:03 AM
تتميز العلاقات الأردنية - الخليجية بثوابت وأدبيات يصعب القفز عنها أو تجاوزها أو العبث بحروفها أو تحريفها أو تفسيرها بغير مساقها، حتى ضمن الظروف والمتغيرات العربية التي اجتاحت منطقتنا وساهمت بإعادة جدولة الهموم والتناحر وتنظيم الاصطفاف، ولكن الأردن الثابت بقيادته الهاشمية وعميد آل البيت، وعميد الزعماء العرب جلالة الملك عبدالله الثاني، قد برهن على الدوام أنه الثابت والحريص على وحدة الصف العربي والوحدة الخليجية بالتحديد، لأنها البعد الاستراتيجي للأردن، والخليج هو المستقبل الأكبر للصادرات الأردنية؛ البشرية والمادية، وربما تعود بنا الذاكرة لسنوات قريبة عندما طُرِحت فكرة انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي، التي اصطدمت بعقبات لوجستية، تريد المفاوضة على الثوابت الأردنية ببعدها الوطني والعربي والإقليمي، فالدول الخليجية كانت الداعم للإقتصاد الوطني بعدة محاور أساسية، وربما المساهمة البشرية الأردنية بنهضة البناء والعمران الخليجي، وتوظيف الخبرات الأخوية، قد سطرت ملحمة الأخوة الحقيقية التي تترجم الكلمات لوقائع ملموسة، فعلاقات الأردن الخليجية، أنموذجا مثالي للتوثيق والإقتداء، فقد نُسج بحروف الحرص والصدق.
لقد استقبل الأردن مبادرة المصالحة الخليجية بترحاب يفوق الوصف لأن ترتيب البيت الخليجي يجب أن ينحصر بأصحاب الشأن، فالخلافات الخليجية يجب حصرها داخل حدودها العائلية، والأيام كفيلة بتذليل العقبات والصعوبات، وبعيدا عن أجندة المؤثرات الخارجية، وللأمانة أذكر العرض الملكي بالتوسط لتقريب وجهات النظر منذ بدء الأزمة الخليجية، ولكن تمترس الأطراف خلف مطالب وشروط، جعل الأمر بقلب التحدي لتهدئة الخواطر رهانا على الزمن، فأضافت لمسات الوساطة الكويتية الممتدة منذ عهد الأمير الراحل، جهدا داعماً لتقديم المقترحات والحلول لتقريب وجهات النظر، فتوجت الجهود باتفاق مصالحة تاريخية، أعاد الجميع للأصل الذي يحمل مصالحهم بعودة غير مشروطة لسابق العهد، فظروف الخلافات الأخوية عنوان هلامي، وهي رياح عابرة، تنقشع بتغير الظروف والمناخ، وقد كانت.
يتمتع الحرص الأردني والدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك على إبراز العوامل المشتركة وتعظيمها، فكان المبادر لمباركة المصالحة الخليجية فور إعلانها، لأنها تمثل المطالب الشرعية للشعوب، وتمنح بطاقة الاستقرار للوحدة المنتظرة لمصير مشترك، رضعنا مبادئه منذ أيام الدراسة، ونتغنى به ليومنا الحاضر، واستقبال جلالة الملك لأمين عام مجلس التعاون الخليجي وتجديده الترحيب بمخرجات قمة «العلا» التي استضافتها المملكة العربية السعودية الشقيقة لإعادة الإستقرار الخليجي لحاضنته، وأسهمت في تعزيز التضامن ووحدة الصف العربي، مشيداً بجهود الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بهذا الخصوص، وقد أثمر اللقاء عن تشديد جلالته على أهمية توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات، وتكثيف الجهود لتعميق العمل العربي المشترك، مؤكداً حرص الأردن على دعم الجهود الرامية إلى خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وشدد جلالته على أهمية توحيد الصف العربي في مواجهة التحديات، وتكثيف الجهود لتعميق العمل العربي المشترك، مؤكداً حرص الأردن على دعم الجهود الرامية إلى خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
اللقاء كان مناسبة لتأكيد الحرص الأردني على الاستمرار في التعاون مع دول الخليج العربي، فالأردن رئة العروبة وقلبها النابض، وقادرة على توفير مختلف اشكال الدعم لأمن الخليج واستقراره ضمن التحديات الإقليمية، وهو بوصلة الأمن الغذائي من تضاريس أرضه الخصبة، ممزوجا بعبير الحرص الدائم على تعزيز أسس الشراكة الاستراتيجية المتينة، خاصة في قطاعي الأمن الغذائي والمائي، وهما العنصران الأساسيان اللذان سيحددان أسس التعاون العربي، بهدف تكوين كيان يفرض حضوره ويصعب تجاوزه، ويكون الصوت المرجح والرقم الصعب في منطقتنا التي تكتوي بمختلف أصناف الصراعات والمناحرات، وربما تكون الأيام القادمة حبلى بخير متبادل كثمرة للحرص، فحديث السفير السعودي بأن الأردن سيكون محط أنظار العالم قريبا، يحمل آمالا نتمناها وننتظرها وللحديث بقية.
الرأي