مع الحياة والناس:اغتصاب الزوجة.وقانون الأحوال الشخصيةحلمي الأسمر
23-04-2010 12:15 PM
رغم ان تعدد الزوجات مباح شرعا ، لكن قد يتغير هذا الحكم إلى الكراهة أو التحريم ، بحسب مقتضى الحال ، لذلك كان لولي الأمر أن يضع من التدابير التنظيمية ما يحول دون الوقوع في الضرر أو الحرام أو يخفف من ذلك ما أمكن ، فالقاعدة الفقهية نصت على أنه (يدفع الضرر بقدر الإمكان).. ولهذا ، ووفقا للتعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية فيما يخص زواج المتزوج ، أوجب المشروع على القاضي قبل إجراء العقد التحقق من قدرة الزوج المالية على المهر والنفقة ، وهو إجراء تنظيمي يستند إلى سلطة ولي الأمر التقديرية في تنظيم المباح رعاية للمصلحة ، ومنعا لوقوع الضرر ، كما أوجب المشرع إفهام المخطوبة بأن خاطبها متزوج بأخرى ، منعاً لوقوع الضرر ، وأوجب إعلام الزوجة الأولى بعقد الزواج بعد إجرائه كي لا يكون عدم علمها بالزواج سببا في ضياع الحقوق،.
|
لقد أثار الكاتب النبيه قضية في غاية الأهمية ، فكثير من المشاكل الزوجية تبدأ من غرفة النوم ، وحيث أن الثقافة السائدة تحرم الحديث في هذه المواضيع خصوصا من طرف الزوجة ، وبالنتيجة تبدأ مشاكل لا حصر لها بين الزوجين قد تنتهي بالطلاق يكون ظاهرها في الغالب أي سبب من ألأسباب الكثيرة التي قد يدعيها كلا من الزوجين مع أن السبب الحقيقي يكون قد بدأ من غرفة النوم.
قبل مدة ولعدة أيام تابعت على إحدى المنتديات الحوارية (Blog) وبإحدى اللغات الأجنبية مناقشة موضوع وهو " ما هو الحد الفاصل بين اغتصاب الزوجة والمعاشرة بدون رغبة الزوجة؟ " وان كان الاغتصاب هو الاغتصاب ولا فرق في ذلك أن كان للزوجة أو لغير الزوجة،اما بخصوص الشق الآخر للموضوع وهو المعاشرة دون رغبة من الطرف الآخر (وغالبا ما يكون من طرف الزوج) والذي قد يعني للطرف الآخر نوعا من الإذلال ، التحقير ، تأكيد السيادة أو غيرها ولكنها جميعها لا تؤدي إلى علاقة سوية ومتكافئة قائمة على الوضوح والاحترام بين الزوجين، وما لم يبدأ الزوجين بالحديث الصادق عما يؤرقهما من مشاكل سترتفع حالات الطلاق ولأسباب عديدة ولكن السبب الحقيقي يبقى في صدورهما.
أشكر الأستاذ حلمي الأسمر على تطرقه لهذا الموضوع الحساس، كما أحسب له أدبه العالي، وفهمه المميز.
و أجيب عن تساؤله: نعم إن المشاكل جلها تبدأ من غرفة النوم، لذلك ذكر النبي ( صلى الله عليه وسلم) الأحاديث التي تبين الحقوق والواجبات، فالأمر يعالج ديانة من خلال الوازع الديني والضمير الحي، أي بالحكمة والموعظة الحسنة، والكلمة الطيبة.
أما وصوله للقضاء فغير مجد؛ لأن القضاء يعتمد على البينات والحجج، وأي بينات يظهرها الرجل أن زوجته تتمنع منه، والعكس. وهل يبقى للزوجين كرامة إذا طرحت مثل هذه القضية الحساسة أمام القضاة والشهود والمحامين؟ من أجل كل ما تقدم لم يذكر هذا الأمر في القانون الذي نبارك لدائرة قاضي القضاة صدوره، وفي مقدمتها سماحة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد هليل.
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة