صنع المشكلات ثم البحث عن الحلول
عبداللطيف الرشدان
28-01-2021 11:04 AM
ان من الكياسة وحسن الرئاسة والفطنة والموضوعية في التعامل مع قضايا الوطن وهمومه ومشكلاته والتخطيط له بجدية ودقة واظهار للضمير الحي الذي يحاسب نفسه ويضعها امام المسؤولية والخوف من الله ومراعاة مشاعر الناس فهذا الوطن للجميع وليس لشخص او مجموعة أشخاص تقلدوا مواقع حساسة ذات مسؤوليات جسيمة ولم يحسنوا التصرف ولم يحكموا ضمائرهم في اتخاذ القرارات الجائرة وغابت عنهم المساءلة والمحاسبة وتركوا الوطن في برزخ من المشكلات والترهل وهدر المال العام ولم يعترفوا باخطائهم وما اقترفوه بحق الوطن وذهبوا وكأن شيئا لم يكن.
نحن في هذا الوطن الذي ولدنا فيه وعشنا على أرضه واكلنا من خيراته وذقنا ما هو حلو وما هو مر ونرى بأم أعيننا ان هناك انتهاكات لحرمته وطيش في إدارته وهدر لامواله وهو ما يؤلمنا ويقطع اكبادنا حرصا على هذا التراب الطهور وعلى عجلة الحياة فيه والسير نحو مستقبل آمن وحياة كريمة.
المخلصون لوطنهم لا يعرفون الغش والاختلاس والخداع والهدر واللامبالاة ولا يديرون ظهورهم للحق ولا يقولون ما لا يفعلون ولا يجاملون على حساب الحق ومن كان غير ذلك فلينأي بنفسه عن العمل العام.
جميعنا يعلم أن بلدنا يمر بأزمات سياسية واقتصادية وان هناك معاناة من ظروف العيش وضعف الخدمات وتعقيدات البيروقراطية وتجد من يتصدر العمل العام يصيغ العبارات الجميلة ويشخص الداء ولكنه بدلا من أن يصف الدواء يغرق في المتناقضات ويخرق أقواله وتكون أفعاله مناقضة لتصريحاته لانه يعرف ان أحدا لن يحاسبه وستمضي الايام ويقطف الثمار ويذهب بجعبته مليئة غير آسف على ما مضى وانقضى.
يزخر الوطن بهيئات مستقلة ومجالس إدارة ووزارات كثيرة لسنا بحاجة إلى ربعها ولسنا بحاجة إلى امطارهم بالرواتب العالية والمزدوجة فذاك يزيد الطين بلة والأرق ارقا والقلق قلقا وما زلنا في هذه الدوامة دون البدء في التصحيح والمعالجة التي عسى أن تخفف من وقع هذه المشكلات على رؤوسنا.
لقد آن الأوان للبدء بخطوات عملية للقضاء على الترهل والحفاظ على المال العام بجدية صادقة وبمسار صحيح لا يقبل التأويل او التأجيل.