ليس من الصعب أن تضحي من أجل صديق... ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية!... فالصداقة هذه الكلمة الكبيرة في مدلولها ومعناها ومضمونها هي من أجمل العلاقات الإنسانية في حياتنا، فهي تعبر عن صلة بشرية وثيقة وروعة من روائع التكامل والترابط بين البشر.

الصداقة هي رابطة نفسية قوية بين شخصين وعربونها هو التعاون والإخلاص والمحبة، إضافة الى الثقة المتبادلة بين الطرفين... للصداقة في حياتنا أهمية كبرى، فهي لا تقدر بثمن ولا تقاس بأي مقياس ولا توزن بأي مكيال لأنها أكبر بكثير من المقايس والموازين.

في هذه الحياة لا يستطيع أي فرد منا أن يعيش منفرداً وفي عزلة عن الآخرين، بل يحتاج الى مساعدة صديق مخلص وفيّ يقف الى جانبه... لكن هذا لا يعني أبداً أن نصادق أيا كان؛ بل يجب أن نكون حذرين عند إختيار الصديق، فكثيرون منا قد تعرضو لتجربة فقدان أشباه الأصدقاء في حياتهم، عندما كشفت لنا التجارب عن وجههم الحقيقي... فعند إختيار الصديق يجب التمهل ومراعاة الكثير من الأمور ومن أهمها أن يكون الصديق أهلاً للثقة وصاحب عقلٍ ومنطق سليم وخُلقٍ قويم.

قيمة إنسانية وأخلاقية عالية هي الصداقة، بها تسمو وترتقي حياتنا من العزلة الى المشاركة... والصداقة بالمعنى والمضمون آتية من الصدق «فصديقك من صدقك»، فهذه العلاقة الوثيقة بين الأشخاص هي أكثر من مجرد علاقة إنسجام في المشاعر والأحاسيس النبيلة والإهتمامات المشتركة؛ بل هي تعتبر بالغة الأهمية في الإستقرار النفسي للفرد وتطور المجتمع!!.

في القلب غرف عديدة يقيم فيها الكثير من الأصدقاء، فهناك من نلتقيهم وتجمعنا بهم الحياة لفترة وجيزة ومع ذلك يتركون أثرا كبيرا في حياتنا وتبقى ذكراهم دوماً عزيزة على قلوبنا... وهناك من الأصدقاء من يترك لنا ذكرى سطحية تفقد بريقها مع الوقت بالرغم من طول فترة معرفتنا بهم... ومنهم أيضاً من يترك خلفه جرحاً نازفاً يلتئم مع الأيام، وهناك من يترك داخل أنفسنا إحساساً بالندم نشعر به لفترة من الوقت ليتلاشى مع مرور الزمن،ويأتي ذلك كنتيجة طبيعية لسوء إختيارنا لهم!.

أما الأصدقاء الحقيقيون فهم من نحتفظ بهم دوماً في أعماقنا، والذين مهما غابوا عنا فلن يتمكن غبار الوقت من إخفاء ملامحهم المحببة لأنفسنا، فعندما نراهم نصافحهم بكل شوق ونحتويهم بمحبة... ويبقى على الدوام خير الأصدقاء هم من نحبهم ويحبوننا في الله دون طمعٍ في مصلحة مؤقتة أو منفعةٍ زائلة!!..
الراي
Diana-nimri@hotmail.com