بدء عجلة التغيير في القرار الامريكي
مأمون مساد
28-01-2021 10:47 AM
كتبت خلال الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن ان الامور ستكون مختلفة بمجرد دخوله الى البيت الابيض، وسيكون مطلوب من العالم اعادة التكييف مع الرؤى والافكار والقرارات التي ستنطلق باتجاه سياسة امريكية تعيد ضبط البوصلة تجاه ملفات الدبلوماسية الخارجية توازي بأهميتها اعادة ترتيب البيت الداخلي، ومنذ الساعات الاولى في اعقاب التنصيب تدق عقاب التغيير بكل الاتجاهات.
الناخب الامريكي وهو يصوت لبايدن كان يعلم ان ايقاف سنوات عجاف ودوامة الفوضى التي تنعدم بها الرؤية لكثرة الشوائب في ادارة ترمب ، وكأنها لعبة (puzzle) مبعثرة تعجز امهر اللاعبيين في ترتيبها ، وان الامل بالتغيير في برنامج بايدن سيعمل على اعادة هيبة الولايات المتحدة كقوة عظمى اقتصاديا ،عسكريا ،سياسيا واخلاقيا.
قرارات بايدن في الاسبوع الاول انطلقت من مبدأ تصحيح المسار ، وايقاف التسارع المجنون في ادارة شؤون البلاد ،وفي مقدمتها إلغاء الحظر الذي فرضته إدارة ترامب على دخول رعايا دول ذات أغلبية مسلمة، هذه القرارات التنفيذية تهدف وضع بصمته على الحكم مبكرا، والتراجع عن بعض السياسات سلفه فيما يتعلق بدعم اقتصاد بلاده وتوفير الدعم للمنتج الامريكي فخلال حملته الرئاسية كان بايدن قد تعهد باستثمار ما قيمته 400 مليار دولار خلال ولايته في مشتريات فدرالية للمنتجات التي صنعها العمال الأميركيون، اضافة الى القرارات التنفيذية المتعلقة بالمساواة العرقية،اما ألامر تنفيذي الخاص باطلاق سلسلة من الإجراءات التنظيمية "لمكافحة تغير المناخ محليا، على اعتبار ان المناخ أولوية للأمن القومي" الأميركي، ليمضي بمراجعة التغييرات المثيرة للجدل التي أجرتها إدارة ترامب على برنامج تنظيم الأسرة المعروف بـ"تايتل إكس" (Title X)، وتعزيز برنامج تقديم الدعم الصحي المعروف بـ"ميديك أيد" (Medicaid)، وبدء فترة تسجيل مفتوحة بموجب قانون الرعاية الصحية "أوباما كير".
على الصعيد الخارجي تبدو ادارة بايدن طامحة وراغبة في مد يد التعاون مع القوى والملفات المختلفة في العالم ، وبالفعل يترجم ذلك من خلال اتصاله بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، والوقف المؤقت لمبيعات السلاح لبعض الدول ، ومنح الثقة لبعض الحلفاء في حفظ امنهم والحديث عن فتح قنوات اتصال للسلام مع هذه الاطراف في مختلف الاقاليم.
بايدن وادارته المنتخبة رغم كل القرارات التنفيذية سيكون امام اختبارات الثقة في الشارع الامريكي ،والوسط الدولي وعلى سياسته ان تتسم بالانسجام والثبات بالمبادئ العامة المعلنة ، للخروج من لعنة العزلة والكراهية التي فرضتها ادارة ترمب السابقة.