هذه الهجمة الاسرائيلية - الأمريكية على سوريا الشقيقة لها ما وراءها... وما وراء ها خطير باكثر من بعد، ولأكثر من هدف... ان لها بعدا امنيا - عسكريا، وبعدا سياسيا وبعدا نفسيا.

والهدف الأبرز والأخطر هو التمهيد لشن حرب استباقية عل لبنان أوعلى سوريا أو عليهما معا... لذلك نجد أن وسائل الاعلام والصحافة الاسرائيلية والأميركية تشارك في هذه الهجمة البشعة.. زاعمة أن سوريا تنقل صواريخ «سكود» روسية بعيدة المدى الى «حزب الله « اللبناني عبر أراضيها.

واسرائيل توجه انذارا لسوريا وادارة الرئيس الأميركي أوباما تعلن عن قلقها من هذا التوجه السوري المزعوم.

واللافت أن ادارة الرئيس باراك أوباما تؤكد على قلقها أمام وسائل الاعلام عن طريق الناطق باسم البيت الأبيض وعن طريق الناطق باسم وزارة الخارجية.. ثم عن طريق استدعاء القنصل السوري في السفارة السورية في واشنطن.. وهذا يعتبر بحد ذاته اهتماما أميركيا مبالغا فيه رغم نفي سوريا رسميا لهذه المزاعم الاسرائيلية الكاذبة.

حتى لو فرضنا أن صواريخ «سكود» عبرت من الأراضي السورية بصورة « ترانزيت» الى حزب الله اللبناني، والمجتمع الدولي قبل الاقليمي يعلم أن اسرائيل تتأهب لشن عدوان جديد على لبنان لاثبات قوة الردع المتفوقة لدى جيشها الذي (لا يقهر) بعد أن ثبت تأكلها في حرب «2006» وانكشف وهنها.

فلماذا التسلح الاسرائيلي بأسلحة متطورة ومن وسائل عدة للحفاظ على تفوق الجيش الاسرائيلي على جيوش الدول العربية مجتمعة لا يقلق ادارة أوباما، وامتلاك حزب الله اللبناني لبعض صواريخ سكود للدفاع عن نفسه وعن لبنان أمام آلة الحرب الاسرائيلية المتطورة والجيش الاسرائيلي الهمجي يقلقها؟!!.

المراقب الذي يسمع أو يقرأ عن هذا القلق الأميركي مع تهديدات حكومة نتنياهو- ليبرمان وانذاراتها الوقحة لسوريا لا بد أن يستنتج بأن ثمة تنسيقا اسرائيليا -أمريكيا متواصلا ويوما بيوم وساعة بساعة اعدادا واستعدادا لشن الحرب الاسرائيلية المدعومة أميركيا وأوروبيا على لبنان أو على سوريا...

وهذا الموقف من ادارة أوباما يذكرنا بموقف ادارة الرئيس بو ش الابن في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في العام «2006»وفي العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة في العام «2008»..

علما بأن ادارة أوباما قد واكبت أيام هذا العدوان وان لم تكن طرفا فيه..

وهنا نقول : أنه اذا ما واصلت ادارة أوباما التنسيق مع اسرائيل لتشجيعها على شن أي حرب جديدة في المنطقة وبخاصة على سوريا أو لبنان وتحت أي ذريعة كانت فان المصالح الأمريكية الهائلة في المنطقة ستكون في مهب الرياح العاتية التي قد تعصف بها لجعلها في خبر كان..

فشعوب المنطقة لن تظل ساكتة ومكتوفة الأيدي ازاء كل هذه العدوانية الاسرائيلية الفاجرة.. وازاء استمرار هذا الاحتلال الاسرائيلي العنصري للأراضي الفلسطينية والعربية...
الراي