السفراء .. «جوائز ترضية» أم «مهمات عمل»
ماهر ابو طير
23-04-2010 04:22 AM
في عمان ، هذه الايام ، سفراء المملكة في الخارج ، وقد حلوا بيننا ، لان امامهم ملتقى السفراء ، الذي سيعقد الاسبوع المقبل.
ملتقى السفراء ، هام جدا ، لان التوقيت حساس جدا ، لمناقشة السفراء في ملفات كثيرة ، خصوصا ، ان دور السفراء هو الاهم دوليا. ما دمنا امام ملتقى للسفراء فهي فرصة لمراجعة دور السفراء السياسي تحديدا ، في ايضاح رأي المملكة تجاه قضايا عدة. السفراء لدينا في ظل ظروف عملهم ، لا يتمكنون من ممارسة دور السفير كما يجب.
لا يكفي ان ينحصر دور اغلب السفراء في تمثيل الاردن في المناسبات البروتوكولية ، او الاتصال مع مراكز القرار ضن مستويات دنيا في بعض الدول. هناك سفراء فاعلون طبع ، ولامعون ويشار اليهم بالبنان. وسفراء يُمضون الوقت ، وعيونهم على مواقع اخرى ، وقلبهم يرابط عند "اخبار عمان". دور السفير هام جدا في خدمة مصالح الاردن السياسية والاقتصادية. ما دام السفير يتم وضعه في ظروف صعبة ماليا ، وصعبة لوجستيا ، ولا يتم الاتصال بهم الا في حالات محددة ، ولا يتم تحديد التوصيف الوظيفي ، لكل سفير وفقا لمنطقته ، فان اداء السفراء سيبقى يتراجع ، او يتعرض لظروف غير مناسبة.
لا بد من اعادة انتاج دور السفير. السفير الذكي هو من يُدير مصالح المملكة ، ويُحركها على مستويات عُليا ويجب المنافع للبلد. السفراء في ذات الوقت يتعرضون الى "عراقيل تاريخية" في تحركاتهم ، ويبدو الاجتهاد في حالات مجلبة لصداع الرأس او للتحسس في عمان ، او مثيرا لغيرة من حول السفير وحواليه. السفير هنا وسط هذه الظروف يتشوش عمله. في حالات اخرى لا يتم اختيار سفراء مناسبين ، للعواصم التي يذهبون اليها. علينا ان نتخلص من قصة موقع السفير باعتباره جائزة ترضية ، وفي حالات مجرد تقاعد مناسب لشخص ما. فيذهب السفير ولا تسمع منه وزارته الا في حالات محدودة.
ملتقى السفراء ملتقى هام جدا هذه المرة. برغم الظروف الاقتصادية الصعبة الا ان وزارة الخارجية تبقى لها خصوصيتها التي توجب مراجعة موازنتها ، وتأهيل السفير والقناصل والدبلوماسيين ، وزيادة عدد البعثات في الخارج ، ورفد السفارات بدبلوماسيين متخصصين في ملفات محددة ، ووضع اليات لمراجعة انجاز كل سفارة. دور السفارة ليس فقط تجديد الجواز ، او متابعة شأن هذا الاردني او ذاك. نعرف ايضا ان هناك حساسيات في دور السفير في نظر العاصمة التي تستضيفه ، مما يقيده في حالات. مراعاة الحساسية لا تعني ان يتجمد السفير ويجلس في بيته خوفا من كلفة "الحركة الفائضة" عن الحاجة. هناك حالات لسفراء ضربوا مثلا رائعا في مهماتهم.
اليوم لا نريد لملتقى السفراء ان يكون مجرد جمع للاحباء والغائبين. هي فرصة للسفراء لطرح مشاكلهم ، وهي فرصة للخارجية بأن تعيد الالق الى دور السفير والدبلوماسي في الخارج ، وهذا لن يتم ولن يكون ضمن الاسس الحالية ، ولا ظروف العمل الحالية ، ولا ضمن التوصيفات الوظيفية للمواقع ، التي تكون حبرا على ورق ، ولا تخضع لمتابعة او مراجعة ، بين وقت وآخر.
سفراء عمّان في الخارج ، في عّمان حاليا ، ونريد جردة حساب لدورهم ، وانجازهم ، ولمشاكلهم ايضا ، حتى لا تتحول الخارجية مع الوقت ، وسوء الظروف الى مجرد "غرفة خلفية" للسياسة الاردنية الخارجية.
نريد "جردة حساب" وليس مجرد "لقاء تقليدي" سنوي.
mtair@addustour. com. jo
الدستور