شيم إنسانية لراعي اغنام يُشاد بها
يوسف عبدالله محمود
27-01-2021 06:44 PM
حكاية انسانية مؤثرة رواها إعلامي فلسطيني من مدينة نابلس المحتلة.
يقول صاحبها بعد ان انهيت مهمة في احد مخيمات رام الله الفلسطينية ركبت الباص المتجه الى مدينة نابلس، الى جانبي جلس رجل هندامه "مِش ولا بُدّ" وفق قوله، سألني الرجل عن عملي، فأجبته بأنني إعلامي، وقد فرغت للتو من تسجيل مقابلة مع فلسطيني في احد المخيمات مصاب بالصرع اضطرته ظروفه المعيشية البائسة ان يبيع كليته لسيدة من فلسطينيي عرب الداخل، ومع الاسف غشّوه ولم يدفعوا له ثمن الكلية.
الرجل عنده طفلان لا طعام لديهما. وما كدت انهي كلامي حتى انتفض الرجل الجالس الى جواري متأثراً وهو يقول: ليس عنده طعام!
وهنا امتدت يده الى جيبه واخرج منها (200) دينار اردني وهو يقول لي: خذ هذا المبلغ وسلمه له.
تعجب الاعلامي من الموقف المؤثر، وسأل الرجل: ما عملك؟ أجابه: أنا راعي أغنام من عشائر التعامرة.
وهنا قال له كيف وثقت بي بهذه السرعة ربما كنت نصاباً، فرد قائلاً: هويتك وكلامك لا يدل على ذلك. أرجوك خذ المبلغ وسلمه للرجل المصاب بالصرع. وتحت الحاحه اعطاه عنوان الرجل في المخيم ليسلمه المبلغ بنفسه.
بعد رواية هذا الاعلامي لتلك الحكاية يقول شيم راعي الاغنام التعمري لم أجدها عند أثرياء ومسؤولين كبار حدثتهم عن مأساة الرجل، فلم أجد لديهم أي تعاطف.
يقول تعالى "وما تفعلوا من خير يعلمه الله".
ويقول صلى الله عليه وسلم: "من كان بحاجة أخيه المسلم كان الله بحاجته".
أتساءل هنا: متى تنتشر بيننا هذه الشّيم الانسانية التي تجسدت في راعي الاغنام التعمري؟
أثرياؤنا كثيرون، أينهم عن هذه المواقف الانسانية!
راعي الاغنام هذا ثوابه كبير عنده تعالى. إنه من عباد الله المخلصين، ألقى الله عليهم محبته.