جميل جدا ان نسمع من وزير الادارة المحلية توفيق كريشان كلاما يعزز من دور مهنة النظافة العامة والعاملين فيها بغض النظر عن طبيعتها ونوعها , على اعتبار ان العطاء هو التعامل مع الواقع وتلبية متطلباته بغض النظر عن واقع الانطباع الذي يحمله الناس او يحاول الناس تداوله.
تصريح كريشان عن اهمية عامل الوطن ومقارنته بالوزير والامين مقاربة جميلة ومشكور عليها هذا الاردني الذي نعرفه جميعا وخبرنا ميوله نحو الوطن واتجاهاته نحو المواطن، لنجده اليوم يؤكد ان الاعتبارات الاجتماعية والافكار الخارجة عن واقعنا ، يجب ان تزول ويجب ان نتعامل مع الانسان على انه منتج ومعطاء بغض النظر كان عامل اوطن او وزير او امين , فالعطاء هو العطاء مع اختلاف الوانه واشكاله في اي مجتمع.
فالميكانيكي هو سيد عمله والطباخ في الفندق هو سيد عمله , والحلاق او الكوى او اي مهني هو سيد مهنته ما دامه يتقنها. ونفذها، فعامل الوطن كما عبر عنه وزير الادارة المحلية هو الذي يقوم بواجب عظيم ليحافظ على الصحة والبيئة ويحرص على نظامة المجتمع بالضبط كما نفعل نحن اساتذة الجامعات او الامناء العامين او الوزراء او الموظفين في القطاعين العام والخاص في بيوتنا وساحاتها والشوارع التي امام بيوتنا ، ننظفها ونحرص على جعل ابنائنا يتابعونها , فهل هذا يختلف عما يقوم به عمال الوطن.
فكرة الوزير وهو من اصحاب الواقعية المحمودة اثارة في افكارنا آراء وافكار، وجعلتنا ننظر الى اهمية اعادة النظر بمفاهيم مضى عليها الزمن، حي تطلب واقعنا الاقتصادي والاجتماعي الجديد التعامل الصادق مع المهنية والتقنية باعتبارها اساس البناء الاقتصادي، والتعامل مع البطالة، وبالتالي القضاء على الفقر.
تصريح توفيق كريشان يطرح سؤالا مشروع: الى اين نسير بالاعداد الهائلة من المتعلمين، وكيف نرسم مستقبل واقعنا التعليمي والتقني وبالتالي الاقتصادي وفق المعطيات الحالية؟.
ففشل وزارة العمل في وضع خطط واضحة جريئة في التعامل مع البطالة والاكتفاء بالتنظير المقزم وظهور التقصير في التعامل مع استحقاقات كورونا، ترك انطباعا غير محمود في وجود حل لهذه المشكلة التي تودي بشبابنا ومستقبل التعليم في الاردن.
فرص العمل المتاحة في الاردن محدودة واعتمادنا على اسواق الخليج يتراجع بشكل كبير ، لهذا وجب علينا اعادة التوجه العام والبناء عليه. ورغم ان ذلك تأخر كثيرا كثيرا الا انه لا بد من البدء وتوجيه التعليم نحو مستقبل افضل انفراجا وكثر فرص.
نشكر الوزير كريشان على هذه اللفتة العظيمة التي تعزز في المجتمع طبقة مهمة نحبها جميعا ونحتاجها جميعا.