ما اود طرحه في هذا المقال ليس دعوة لرفع مستوى صعوبة الاسئلة أوتعقيدها على أبناءنا الطلبة وإنما هي دعوة للخروج عن النمطية السائدة في طرح الاسئلة والبعيدة كل البعد عن استشعار الموهبة والإبداع لديهم، فماذا لو طرحنا بين الحين والآخر مثل هذ النوع من الاسئلة ؟، "ماذا يمكن أن تفعل بالملعقة غير تناول الطعام بها؟، إذا ضاقت اليابسة بسكانها أين يمكن أن يعيش الناس؟ الخ.."
ليست بالضرورة أن تكون اسئلة أساسية أو مهمة ولكن بعدد الاحتمالات والاقتراحات التي يوردها الطالب يتم استكشفاف موهبته في الإبداع وقدرته مستقبلا على الخروج بحلول ثورية جديدة، فالهدف هنا محاولة التفريق بين العبقري والمتلقن، بين من يبدع المعرفة ومن يستقبلها ويخضع لها كنصوص مقدسة.
قد لا يكون دورنا مرتبط باشعال فتيل السؤال المثير للإبداع فقط، وإنما يتعداه إلى تبني الأفكار الإبداعية، وتوفير البيئة المحفزة والقادرة على ترجمتها وإن كانت بصورة محاولات خجولة فهي على الاقل بمثابة الحاضنة الأولى للإبداع.
وللانصاف لا بد أن نشير إلى تجربة نادي الإبداع بمحافظة الكرك والذي يعد من الشواهد الإيجابية حيث أخذ على عاتقه تبني الابداع ودعمه بكل وسيلة ممكنة.
ويأتي هذا الدور كنوع من المسؤولية المجتمعية، وبمبادرة تطوعية يشكر كل القائمين عليها، وكم نحن بأمس الحاجة لأن يأخذ الجميع أدوارهم أفراد ومؤسسات في البحث عن الموهوبين وتقديم كافة الدعم والرعاية لهم.