من أين أبدأ؟! هل أبدأ من حيث انتهى الآخرون؟ أم أبدأ من حيث لم يبدأ أحد؟! جفت الدموع في الماقي وصار الصمت أبلغ من الكلام.. فإلى متى نظلم أنفسنا؟! وإلى متى نظلم أقرب الناس إلينا؟! فهل نحن قصرنا بحق احبائنا أيا كانت الحجج والمبررات فنزعم أننا عبرنا التاريخ من أوسع أبوابه بأوهام سرنا خلفها لم ينسجها سوى خيالنا واهواءنا؟!. فلو فكر الإنسان مليا بما يدور حوله وبتفكير خال من أي مؤثرات داخلية أو خارجية، فهل سنحكم على أنفسنا وعلى المقربين منا الحكم الصحيح ومن نصبنا من الأساس كي نكون نحن القاضي والجلاد في ان واحد؟! سنظل نسأل أنفسنا لماذا؟ لماذا نتجرا على ذاتنا ومن يمتون لنا بصلة الدم والقربى؟!
إن الأمن والسلم المجتمعي من الضرورة بمكان كي يستقيم حال المجتمع وافراده، نقرأ ونسمع عن جرائم تقترف بمسميات كثيرة ربما كي يقنع مرتكبوها الآخرين بفعلتهم المستهجنة، لكن هل يقتنع الناس بالمبررات والحجج التي ساقها أولئك؟! لماذا تقترف تلك الجرائم والافعال المستنكرة دينيا ومجتمعيا ومنطقيا؟! هل المنظومة التربوية والتعليمية هي المدان الحقيقي؟! أم المنظومة الاجتماعية؟! أم المنظومة الأسرية التي تتعرض لكل انواع التهديدات بسبب التفكير السائد عن الأحقية بالحكم على الجانب الضعيف لا لشيء سوى أنه الحلقة الأضعف؟! أم أن المنظومة الاقتصادية هي السبب؟! المال..وما ادراك ما فتنة المال.. الخوف من فقدان المعيل فنؤيده مهما كانت النتائج! أم لا ندري أن الخالق هو الرزاق وحده وبيده كل شيء..اننا نؤمن أن ضعف صلة الإنسان بخالقه هي من أول الأسباب المباشرة وراء اختلال منظومة الأسرة، وما عادت الأسرة كما كانت في السابق تتمتع بروابط قوية أساسها تقوى الله وخشيته.
يواجه أفراد المجتمع صنوفا من الضغوطات والمغريات وتشويه الفكر بشكل مباشر أو غير مباشر، ولا يمكن أن نغفل دور الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي لما لها من تأثير كبير في تغيير سلوك البشر، إذن هي منظومة متكاملة تنعكس بشكل أو بآخر على عقل الإنسان.. إن المسؤولية مشتركة بين المؤسسات المعنية بأمن المجتمع والمنظمات والهيئات الحكومية والأهلية في تكاتف الجهود، لإنقاذ الأسرة من براثن أفكار ومعتقدات عفى عنها الزمن ولا تمت للدين ولا للعرف الأصيل بصلة، سوى أنها تراجع عن جادة الصواب واطلاق العنان للنزعات والأهواء الذاتية للسيطرة على المرء ودفعه لارتكاب أفعال تنافي الشريعة السمحة والعقل والمنطق.
ندعو الله أن يحفظنا ويحفظ مجتمعنا ووطنا من كل شر وسوء.