دخلنا القرن الحادي والعشرين بفضائه المفتوح إعلاميا بلا أسوار ولا أبواب ولا نوافذ , وما زلنا ومعنا دول العالم الثالث , نعتقد أن إعلام " وإجتمع الطرفان وأكدا عمق العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات " , يمثل إعلاما يحوي معلومات يتلهف المتلقي إليها !! .
وبات الإعلام في عالم اليوم أمضى سلاح بأيدي الأوطان والدول والحكومات على صعيدين داخلي وخارجي عندما تنهض به عقول إعلاميين وطنيين مبدعين , وما زال البعض يعتقد بأن الإعلام الحقيقي الذي يتابعه الكافة بنهم , يشكل " خطرا " لا بد من مواجهته ولجمه !.
الإعلام المطالب بتشكيل رأي عام وطني موحد ملتف حول الدولة يثق بسلطاتها وبقراراتها وبسياساتها , ويقدم صورة زاهية للدولة خارجيا ويخدم بالتالي مواقفها وسياساتها ويجعل منها دولة تحظى بإعجاب العالم وتعاونه معها , ويبني لها دورا إقليميا وعالميا, هو الإعلام الوطني الحر الذي يصنعه إعلاميون موهوبون مبدعون بحس سياسي وطني وإنساني مؤثر قادر على أن يحدث فرقا ويصنع أثرا , والأمثلة في عالم اليوم كثيرة .
إعلامي واحد هو مجرد مغرد في كيان ما يستقي معلوماته على هيئة " نتف " من مؤسسة أمنية " يلاعب " مئات الآلاف وربما أكثر في عالمنا العربي وغيره , ومهمته تقوم على محورين ,, الأول تشويه صورة حكوماتنا العربية وغيرها في أذهان متابعيه منا نحن العرب , والثاني تلميع صورة حكومة الكيان في تلك الأذهان , إعتمادا على فرضية " النقيض " التي تقول بأن العدو الذي لم يقتلني بعد, أرحم من القريب الذي يشقيني ويمنع عني حريتي !.
ونعود إلى عنوان المقال , فلقد سرني خبر قرار رئيس مجلس النواب بالعودة عن الإجراء الذي إشتكى منه الزملاء الصحفيون اليوم , ولي هنا تجربة امتدت لثمانية عشر عاما مديرا للمكتب الإعلامي ومستشارا للرؤساء في مجلسي الأعيان والنواب ورئاسة الوزراء .
كان جل همي الذي إقتنع به السادة الرؤساء هو بناء أفضل علاقة إحترام متبادل مع الصحفيين والقناعة بالأهمية القصوى لعملهم , وبالتالي تقديم كل التسهيلات الممكنة لهم ,وفتح المجال لهم للقاء الرؤساء بالذات كما الأعيان والنواب والوزراء , ولا ضير أبدا فيما لو نقلوا للناس معلومات إعلامية صحيحة لا يعجبنا نقلها.
المتابعة الصحفية لعمل البرلمان وسائر أجهزة الدولة , مهمة جدا لضبط العمل العام , وتهذيب أية ممارسات قد تبدو خارج السياق, عندما يعرف المسؤول أن عين الإعلام تتابع وتراقب وتنقل .
هذا يرتب مسؤولية وطنية وأخلاقية مشتركة على الصحفي والمسؤول معا عندما تكون العلاقة قائمة على الإحترام المتبادل من جهة , وعلى الحس والحرص الوطني المعمق من جهة ثانية وهذا هو الأهم فوطني هو بيتي , والقانون هو الفيصل إن وقعت مظلمة ما مثلا .
من حق الشعب الذي إنتخب نوابا عنه , أن يعرف كل شيء عن أدائهم وكيف يتصرفون , ومن حقه أن يعرف الأمر ذاته عن أعيان البلاد وعن الحكومة وسائر مؤسسات الدولة , فهؤلاء جميعا يعملون ويقررون من أجل الشعب والوطن , وإذا لم يكن الشعب مطلعا, فكيف سيقيم أداء مسؤولي دولته إذا ؟.
قبل أن أختم ( الإعلام الوطني الحر غير المرتبط أي منه مصلحيا بخارج أسوار الوطن ) , هو أقوى وأمضى سلاح بيد الدولة والوطن يدافع عنه ويعمل من أجله على مدار الثواني لا الساعات , والإعلامي الوطني المبدع المخلص " مندوب , محرر , كاتب , مصور , مذيع , محقق , مقدم برامج , رسام كاريكاتير ,مغرد .. ألخ ", هو ثروة كبيرة مهمة لوطنه لا تقدر بثمن . وأخيرا , فالسلطات الرسمية هي من تصنع كل هذا , والسبب , أنها هي من تملك السلطة والمعلومة والقرار .وفق الله بلدنا وبرلمانه وسائر سلطاته لما فيه خيره . الله جل في علاه من وراء قصدي .