عمون - وجه عبدالله دقامسة أحد خريجي تخصص الشريعة الإسلامية رسالة إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب للمطالبة بتعيينه.

وتالياً نص الرسالة:

دولة رئيس الوزراء، معالي رئيس مجلس النواب المُكرمين،.. ها أنا أقفُ على مشارف إنتهاء شبابي، أودع ذكرياتي وأحلامي بين ثنايا آمالي وآلامي، رسمت حلمي على شاطئ الأمل وجاء الموج عاتياً دونما إذنٍ، فمحى قلعتي ومحى ما خَطَّهُ بياني، ذلك الحلم أن أكون في بلدي إماماً للناس قدوةً صالحةً لهم، أو معلماً للناس الخيرَ لتهذيب النفوس وتربيتها على حُبِّ الوطن والتضحية من أجله وأجل قائده، أحلم أن أكون عنصراً فعّالاً في هذا الوطن لا مُهمّشاً في داره، مظلوماً في حِجر أبيه، يبكي على حصير اليأس ودمعه هي سنين العمر التي ذهبت أدراج الرياح، ليحقق الحلم الذي رسمه منذ طفولته وبَرع في رسمه، إلا أن هناك من يحاول طمس تلك اللوحة ببقايا الحبر أو بقايا الطين حتى يزول رسمها ويزول معها قلب الرسام وروحه، نحلم أن نكون أئمةً في مساجد الوطن التي بلغ عددها حوالي ( ٣٠٠٠ ) مسجد فارغ من إمام ، علماً أن مخزون ديوان الخدمة المدنية من تخصص شريعة/ذكور يبلغ عدده ( ١٠٠٠) طلب توظيف فقط!!، أي ثُلث عدد المساجد الشاغرة من إمام !، أو تجدني أنا وأقراني ننتظر أن نكون مدرسين للتربية الإسلامية في مدارس الوطن التي بلغ عدد شواغرها نحو ( ١٠٠٠ ) شاغر على الأقل، ولكن ما تم هو الإعتداء على شواغرنا بهتاناً وظلماً وقهراً، لحساب التعليم الإضافي وصندوق الدعوة، وكأننا " إحتياط مخزون" يُستغنى عنا في أيّةِ لحظة، متى تُردُّ حقوقنا كخريجي تخصص " شريعة إسلامية"؟ فهذه السنة الخامسة التي لم يعين فيها أي خريج شريعة بشكل رسمي عن طريق ديوان الخدمة!!!؟ رغم وجود نقص حاد في المساجد والمدارس وغيرها من الدوائر والوزارات لهذا التخصص المحوري!، بدأنا نشعر بأننا غير مرغوب بنا في وطننا، منبوذون؟!! ، ماذا فعلنا؟ ماذا قلنا؟! حتى يتم حرماننا من الحصول على حقنا في التعيين في مساجدنا ومدارسنا، ونحن الذين لطالما دعونا للقائد والوطن وسعينا لرخائه، ورسمنا على جدرانه ألوان التفاؤل والأمل.

ننتظر منكم أن تعيدوا لنا لوحتنا، وأن تملئوا لنا محابرنا ومحاربنا، لنعود أطفالاً نرسم في مساجده ومدارسه روحاً لها عطر يُشَمُ.