كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عزم رئيس الحكومة بشر الخصاونة إجراء تعديل على حكومته، وهي التي لم يمض على تشكيلها سوى فترة قصيرة.
أجزم بأن العديد من وزراء الحكومة وخاصة من يتولى المنصب للمرة الأولى ما زال يجهل الكثير عن دوائر وأقسام وزارته، فالوزير يحتاج لفترة من الزمن حتى يتمكن من الإلمام بشؤون وزارته.
على كل حال، اعتدنا مع كل تشكيلة حكومية الحديث في اليوم التالي عن التعديل الأول عليها، هذا هو الحال منذ سنوات طويلة، ولا أحد يعرف السبب الذي يدعونا إلى ذلك، ولن نناقش حتى لو وجدت الأسباب.
الأصل فيمن يكلف بتشكيل وزارة أن يتريث كثيرا في الإختيار، فالمسألة تحتاج للكثير من الصبر والتمعن واختيار الكفاءات بدل اللجوء للتعديل بعد أسابيع أو أشهر قليلة من التشكيل.
لا نعلم مايدور في ذهن الرئيس، ولكن يبدو أن عدم الإنسجام قد يكون سببا إضافة لوجود كم كبير من الوزراء وخاصة وزراء الدولة، فنحن بالتأكيد لسنا بحاجة إلى هذا العدد.
المطلوب حكومة رشيقة، بأعداد مقبولة، وطاقم وزاري قادر على القيام بمهامه بصورة ترضي طموحاتنا كمواطنين، ولديه القدرة أيضا على تخطى الكثير من التحديات القادمة.
لا ندري ما يدور في ذهن رئيس الوزراء، غير أن الأمور تتجه نحو التعديل بعد الإنتهاء من معمعة الموازنة والتي تقض مضاجع مختلف الوزراء الذين يدرك كثيرون منهم أن مغادرتهم باتت مسألة وقت.
وفي كل الأحوال، فالمواطن الأردني لا تشغله مثل هذه القضايا، ولا يأبه بمن جاء ومن ذهب من الوزراء فهناك ما هو أكبر وأهم من ذلك في حياة المواطن.. الوضع الإقتصادي والحياة المعيشية التي تحتاج هي للتعديل وليس فقط الحكومة.