أرزاقنا المبتورة على هامش الصفحة يتبع
خلدون السواعير
23-01-2021 09:48 PM
يتأرجح قرار فتح قاعات الأفراح ومزاولة عملها أماماً وخلفاً مُتماسكاً بآخر شعرةٍ من ذيل كفارة ذنوب الحكومة، الحكومة التي أوقفت نفسها في مشهد ساخر للعيان كاشفة ستر سوءتها في تناقضها الهلامي الفاضح لقراراتها المُتخذة والمُكتسية بحُليّ اكذوبة وعودها النمطية المُعتادة.
وعلى سبيل الأعوجاج في تقليب الأرض، صرّحت الحكومة الأردنية قبيل العرس الديمقراطي الانتخابي المُقام في ظل جائحة كورونا!!!: "أن العملية الانتخابية ستكون أأمن من شراء الخبز"!!!
ولكنها شاكست في الخُطى المُتباعدة المُتنافرة وهي تُعاكس انسياب النهر المنتظم والمسترسل في جريانه كما خُطط له، حيث أبهرتنا بأن هذا الحفل الكبير والذي انساق له جموع المواطنين الغفيرة كان قد تعدى القمة الأعلى في البؤر المرصودة لتفشي عدوى الفايروس الكوروني على مستوى المملكة وسبباً رئيساً في التّمخّض عن هوة فارقة تجرّعت ما سبقها من درجات السلّم الرقمي التصاعدي لأعداد المصابين بهذا الفايروس.. وقيسوا على ذلك المولات التجارية الكبيرة، والمقاهي وغيرها العديد من الأماكن التي تُعد حضنا مكتنزا للكثير من التجمعات الإنسانية..
ياسادة يا كرام.. أيُعقل هذا التخبط العشوائي الذي اتبعتموه؟!
فتيل سراج بيوتنا -نحن مالكي قاعات الأفراح- يتسلله الاحتراق لقلة الزيت فيه، وانحناءات شُعاعه المُرسل عاد القهقرى بعد أن تاه في ضبابٍ دُخانيّ سام..
ظمأنا وأنتم تَقصُّون على أدمغتنا رَجَّافةِ الوعود المسائية قبيل النوم العميق في بطن الحوت الهائم في ظلمات المحيط الهائج في أمواجه المُتلاطمة.. تهرأ اللحم فينا على مهل بعد أن استحوذتنا قدر الضغط البخارية في جوفها الخانق والتي أُفلِت صمام أمانها عن عمد قاهر، وسارعت هي بتعنيف صفّارتها حتى أفقدتها لسان مزمارها الصيّاح، لا أحد يسمع... لا أحد يجيب، وإن ارتد لنا الصدى الرنان ارتدَّ مُتخمًا بالعنعنات والهمهمات السرابية..
أيها الأخوة الكرام أيُعقل هذا.. أيعقل هيهات هيهات لا تلاقي وأرزاقنا في سُباتٍ شتويٍ آخر يطول أمده؟!.. أيعقل الاعتكاف مجددا في غار الغربة عن الذات والابتسامة المريرة بين الضلوع جاثمة؟ لا حول ولا قوة لنا سوى قراءة برداً وسلاما في كل ليلة على الزرع والحرث خوفًا عليه من جفاف الجلّاد للمرةً الثانية؟!
اتقوا الله فينا، واتقوا الله في أنفسكم وبيوتكم فإنكم لا تعلمون كم من دعوة أُمطرت عليكم بالخفاء.. هل خارت ضمائركم وأقفرت قوى التفكير فيكم؟ استقفيتم بكلابكم المُدربة أثر الضعف وقلة الحيلة لنكون وحدنا فقط خراج طريدة اقتناصكم الجائر وخميرة نجاحاتكم المُختلسة.. وفي خساسة الجهر في المعصية وعما أغضضتم عنهم البصر وأنتم قاصدون ذلك من هم على شاكلتنا مُتخطين تضاريس جوّهم حالكم حال المُرائين بلا خجل أو وجل يُذكر؟ حللتم لهذا وحرمتم على ذاك في افتاء غوغائية طوفانكم الجارف.. أرهقنا الانتظار.. جذورنا في التُّرب ماعادت تحتمل تلفظ أنفاسها اختناقا، وأنتم الأعلم بالنتائج الكارثية التي طالتنا لنزوة قراراتكم ثلاثية الأبعاد ما بين التأجيل وقيد الدراسة والتوقيع إيذاناً بالفتح المُسيس المشروط..
آذتنا قرصات الصقيع ولسع شوك المرّار، ماعدنا نصمد وبيوتنا مطبق عليها دجى الليل المظلم..تتوالى علينا سوداوية الأيام في تدليس حقوقنا وطمس رزقنا...بتنا نتوجس فتح الباب، ونتوارى من طارق الباب تحسباً وتخوفاً وتحاشياً من المزيد من الآلام والحسرات....
معاناة شهور الانتظار ألا تستحق لحظة فرح نحياها؟!
امنحونا الضوء الدافىء علّه يضمدّ فينا الجرح النازف....واكرموا خواطرنا بإنصافكم البتار القاطع ،كلنا يقين بأنكم ستنعشون أنفاسنا المتعثرة....
نعوذ بك يا الله،،نعوذ بك يا الله من الانطفاء بعد التوهج بالعوض الجميل.