آن الاوان لتغيير الافكار حول المدارس الخاصة ..
كارول المجالي
23-01-2021 05:35 PM
أما آن الأوان أن يتعافى مجتمعنا من تلك الأفكار التي جعلت من المدارس الخاصة مؤسسات ربحية بحتة. ولا تنظر إليها كمؤسسات خدمية استثمارية تقدم تعليم نوعي لقاء رسم مالي اتفق عليه طرفان في عقد رسمي؟ فللمدارس الخاصة فضل على نسبة كبيرة من الطلاب في المملكة ويشهد لها بنوعية التعليم وعلى شريحة واسعة من المعلمين حيث انها سدت نسبة كبيرة من البطالة..
دعوني أقول وللأسف من الذين يشنون حملات ضد المدارس الخاصة هم من الذين يضعون أبناءهم بتلك المدارس فكيف يكون هناك تناقض.
كيف لصفوة هذه المدارس أن تتهم بسبب استغلال وتقصير البعض منها؟
نعم هي مؤسسات استثمارية ولكن هي اختيار، فهي تقدم أفضل ما لديها من خبرات وخدمات لتحصل مردود مالي وهذا حال جميع المؤسسات.. فلم يجبر أحد على إرسال ابنه لمدرسة خاصة.. لكنه آمن برسالة هذه المؤسسات الوطنية الاردنية التي تهدف لتزويد الطالب بتعليم نوعي..
مع كل الجهود المضنية والأعباء التي تحملها معلمونا منذ بداية جائحة كورونا وخصوصا في المدارس الخاصة التي تسعى إلى التميز دائما، يكافئ أصحاب المدارس الخاصة والطاقم التعليمي بتحمل أعباء مالية إضافية كان آخرها إجبارها إضافة مراقب صحي تدفع هي أجوره ولا تستطيع أن تنتدب أحد موظفيها الحاليين للقيام بالمهمة.
أيعقل أن تتهم مدرسة خاصة تحاول وبجهود جبارة وليست بقليلة أن تحقق الأفضل لمصلحة طلابها بأنها مؤسسة جشعة وربحية بحتة وتريد تحقيق الأرباح على ظهور الشعب؟ أيعقل أن تكون نظرتنا محدودة وننظر الي زاوية من اتجاه واحد ونتناسى بأن المدارس الخاصة كانت وستكون معينا لحكوماتنا في استيعاب الأعداد الهائلة من الخريجين من شبابنا الاردني الطموح، فكانت هذه المدارس ملاذهم الذي تبنى إبداعهم وبدأ بتدريبهم وتحسين مداركهم لبدء مسيرتهم المهنية بكل ثقة واقتدار.
وفي ظل التعليم الإفتراضي الذي انفرض على العالم بغير أي سابق إنذار او تجهيز وكان الاصعب على الدول النامية، تزاحمت الصفوة من المدارس لإظهار الأفضل لديها واجتهدت لتطبيق أحسن طرق التدريس عن بعد، وشراء المنصات العالميه كـ Teams و Google Classroom وغيرها وإختيار المناهج المدعمة الكترونيا وتدريب المعلمين على أساليب التدريس عن بعد لتحقيق أهداف الحصة، وتصميم وتطبيق أدوات القياس والتقويم اللازمة لتقييم أداء الطالب من قبل المعلم وأداء المعلم من قبل المشرف.
ولازال البحث قائم على تطبيق ما هو افضل لمصلحة الطالب..
أليس هذا من جهد ضخم على المدارس الخاصة التي وضعت تحت الأمر الواقع جراء الجائحة التي اصابت جميع القطاعات ولبثت توظف جهود خبراءها في التعليم لتحقيق ماهو أفضل من خلال التعليم عن بعد؟
ألا تعتبر هذه الاتهامات التي يسوقها البعض مجحفة بحق هذه المنظومة التعليمية التي يعاني موظفيها من تجاوز ساعات العمل الى ما بعد الدوام الرسمي لتوفير الدعم والتشجيع المتواصل لطلابها الذين هم الآن بأمس الحاجة الى التوعية والضبط الداخلي من خلال التعلم الإفتراضي؟
فلنكون منطقين بردودنا
ولنركز على ماتقدمه المدارس الخاصة من نوعية بالتعليم وجودة بالمخرجات وأن تركز حكومتنا على الشراكة بين القطاعين العام والخاص وذلك باعتبار أن القطاع الخاص جزء متكامل لبناء وتحسين عجلة الاقتصاد والتقليل من أعداد العاطلين عن العمل في ظل هذه الجائحة...
ودعونا لا ننسى ان خيار الانضمام الى المدارس الخاصة هو خيار يختاره ولي الامر والذي يرغب من الاستفادة من كوكبة الخدمات المقدمة من هذه المدارس وليس إجباريا.. فولي الأمر هو من وقع عقدا بالتراضي مع هذه المؤسسات التعليمية وعليه فالتزم بتقديم ما عليه من رسوم والتزامات مادية تضمن استمرار عمل هذه المؤسسات ودفع رواتب العاملين فيها.
وأخيرا دعونا نفكر معا بصوت مرتفع وان يصب جل تفكيرنا لمصحلة جيل من أبناء الوطن وكيف نرتقي بهم لنصل إلى ما هو أفضل وأجمل في ظل قيادتنا الهاشمية ووطنا الحبيب..