الحديث عن الفساد ليس نزهة
عبداللطيف الرشدان
23-01-2021 10:10 AM
الفساد مجموعة من السلوكيات والتصرفات الضارة بالمجتمع من مختلف الوجوه والمناحي وقد يأخذ شكلا غير خلقي او شكلا ماليا او اداريا او سياسيا وايا كان نوعه وشكله فهو موجع وينعكس سلبا على مستويات الدخل والاستثمار والنمو الاقتصادي ومستويات الفقر والجو النفسي للناس واذا لم يحارب الفساد فسيؤدي إلى خلق حالة من اللامبالاة والاستعصاء والاضطرابات الاجتماعية.
حينما نتحدث عن الفساد نتحدث بقلوب متألمة وموجوعة وليس ترفا او نزهة او تسلية وإنما لخلق حالة من التأهب وشحذ الهمم للوقوف في وجه مخاطر الفساد واضراره والتصدي له بقوة ونية حقيقية.
ولعل الفساد بكل مكوناته واوجهه ناتج عن ثقافة مجتمعية تؤطر للفساد وتعده غنيمة وان ممارسته تعد ذكاء ودهاء في الحصول على مكتسبات غير شرعية خاصة عندما تكون الطريق ممهدة له ولا يوجد رادع او زاجر ولا توجد نية حقيقية لمحاربته واجتثاثه من جذوره.
الحديث عن الفساد ليس عيبا ولا ينعكس سلبا على الدولة التي تحوي بؤرا للفساد فكل دول العالم تمر بحالات من الفساد على أعلى المستويات وفي الدول المحترمة يتم الإعلان عنها ونشر اسماء القائمين عليها ومحاكمتهم كما حصل مع رئيس وزراء إسرائيل اولمرت وكما حصل مع رؤساء وزراء اخرين في دول أوروبا وكانت قضاياهم بسيطة ومع ذلك لم تتستر عليهم سلطات دولهم وكثير منهم قدم استقالته من منصبه بسبب أدنى الأخطاء في حين يتمسك الفاسدون بسلطاتهم ومناصبهم في الدول المتخلفة ويتم التستر عليهم والتغاضي عنهم لوجود شراكة معهم او لمصالح متبادلة او لعدم توفر الجرأة الكافية لمحاسبتهم او لقصور التشريعات الناظمة لمكافحة الفساد.
ان محاربة الفساد يكون بتوفر ارادة صادقة وشجاعة في الوقوف في وجه الفاسدين وإيجاد التشريعات الذكية وعدم ترك اي ثغرة امام دهاة الفاسدين الذين يعرفون كيف يتحايلون على القوانين ويخرجون من المآزق كما تخرج الشعرة من العجينة.
ان الارادة الحقيقية لمحاربة الفساد تتطلب الإعلان عن أسماء الفاسدين وسوقهم إلى القضاء واسترداد الأموال المنهوبة والافصاح عنها وعدم التستر عليهم ومنعهم مستقبلا من تقلد اي منصب حكومي وخلق بيئة طاردة للفساد ونبذ الفاسدين في المجتمع والا بقينا نراوح مكاننا ونجتر الحديث وكأنه نزهه او تسليه.