ما إن تدلف قدمك عتبة باب بيت الخبرة الهندسية الأردني ( نقابة المهندسين ) إذ بك تجد خلايا نحل وقرى نمل عديدة تعمل دون كلل أو ملل في همة تساوق الجوزاء لانجاز مشاريع أو إقرار تصاميم هندسية أو أمور تتعلق بتشغيل وتدريب المهندسين أو بأمور تتعلق بممارسة مهنة الهندسة أو في اجتماعات مستمرة لعقد مؤتمرات علمية هندسية أو ندوات فنية متخصصة

فهناك ما يزيد عن 27 لجنة نقابية متخصصة في الشأن الهندسي وما يزيد عن 70 لجنة تخص الشعب الهندسية بالإضافة إلى قسم الفروع ولجان ارتباط المهندسين في الخارج والتي تزيد عن 20 لجنة ارتباط خارجية.
والتي كلها تعمل وبروح المسئولية العالية لخدمة هذا الوطن وإعلاء شانه هندسيا ليس هذا فحسب بل والمساهمة في مشاريع التنمية المحلية الوطنية في كافة مجالاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية

بالإضافة للدور الإنساني تجاه الزملاء والأهل في المغتصب من فلسطيننا الحبيبة وذلك بفتح باب التبرعات من قبل الزملاء المهندسين والذين سارعوا ويسارعون لنجدة زملاءهم المهندسين وأهاليهم سواء في غزة العزة أو في الضفة الشقيقة
فأموالنا – نحن المهندسين الأردنيين – سواء في صندوق النقابة أو في صندوق التقاعد لا تمس أبدا وتعتبر وقفا حراما لا يجوز الاقتراب منه.

وهذا ما يحصل بالفعل فما تقوم به النقابة بالتبرع للمنكوبين من الزملاء في غزة ما هو الا قيمة التبرعات التي تبرع بها الزملاء المهندسون بما تجود به أنفسهم الكريمة ونخواتهم الأصيلة والتي تعودنا عليها في هذا الحمى الهاشمي

وأما الأموال التي تقوم النقابة بالتبرع بها للمشاريع الخيرة والبناءة للمساهمة في تنمية مجتمعاتنا المحلية من شق طرق وإنشاء حدائق وغيرها من مشاريع تعود على الوطن بالخير فهي أموال توافقت عليها النقابة مع هيئة التنظيم الأعلى على أن يتم إعفاء النقابة من رسوم التنظيم وعوائده مقابل مساهماتها في التمنية المستدامة في هذا الوطن المعطاء
فما هو الأفضل بنظرنا - نحن المهندسين - أن نقوم بالمساهمة في أعمار الأردن وتعزيز مسيرته التنموية أم ندفع رسوما باهظة ؟

أليس إقامة أيام طبية مجانية كاليوم الطبي الذي أقيم في مركز أيتام دير علا الجمعة الفائت والمشاركة في مبادرة مدرستي التي أطلقتها الملكة رانيا وكذلك المساهمة في صندوق الحسن للتميز برعاية سمو الأمير حسن
وتدشين حملات كسوة الشتاء والحقيبة المدرسية لفقراء هذا الوطن ومساكينه وغيرها الكثير الكثير من مشاريع ومبادرات الخير التي فاجأت معالي وزيرة التمنية الاجتماعية لدى رعايتها لورشة العمل التي عقدنها نقابة المهندسين مؤخرا تحت عنوان ( دور النقابات ومؤسسات المجتمع المدني في التنمية )

أليست هذه المشاريع والمبادرات من نقابة المهندسين مشاريع انتماء وعرفان وولاء لهذا الوطن وأهله؟
لست في مقالتي هذه بصدد الدفاع عن نقابة عريقة ضاربة في جذور المجتمع الأردني بكافة أطيافه بالإضافة إلى أنها اكبر نقابة في الوطن العربي كافة إذ يبلغ تعداد منتسبيها حتى هذه اللحظة ما يزيد عن 80 ألف مهندسا ومهندسة. والذين يحتاجون إلى نقابات عديدة كي ترعى شؤونهم وليست نقابة واحده.
وإنما فقط لتسليط بعض من ضوء على انجازات هذه النقابة العتيدة العريقة والتي أتشرف كمهندس بالانتساب إليها.