إخواني .. أخواتي
طالب النوّاب بمطالب كثيرة وكبيرة، ونوقِشت الموازنة العامة التي تقدّمت بها الحكومة الأردنية، ونالت على أساسها ثقة نوّاب البرلمان، بأغلبيّة مريحة، والكرة الآن في ملعبين، ملعب الحكومة المطالبّة بتحقيق مطالب النوّاب من فتح آفاق جديدة للعمل، ومحاولة التخفيف من البِطالة التي أصبحت معدّلاتها عالية جدا، في ظل الجائحة التي اجتاحت العالم وبلغت ذروتها العام الماضي.
وملعب النوّاب المطالَبين أيضا ً بمتابعة ما طالبوا به، ومنحوا الحكومة على أساس الوعد بتحقيقه ثقتهم.
كلّنا يعلم ويفهم ما تمرّ به البلاد من ظروف اقتصاديّة صعبة، وكلّنا يعرف أنّ الإمكانات والموارد في مملكتنا الحبيبة شحيحة، حتّى السياحة التي كانت ترفد الخزينة بملايين الدولارات، باتت شبه معطّلة في ظلّ جائحة الكورونا، ناهيك عن الحركة التجاريّة التي باتت أيضا ً شبه معطّلة بين الأردن ودول الجوار، فالحدود مع الشقيقة سوريا شبه مغلقة أمام التجارة البينيّة لأسباب ٍ شتّى لا نستطيع الخوض بها، لأننا لسنا ذوي اختصاص بهذا الشّأن.
ما أريد الوصول إليه، أن لا نغرق ويُغرق الناس في الخيال، فيحلمون بالوظائف المكتبيّة، والتعيينات بالآلاف في الوظائف بشتّى أنواعها.
قبل أيّام أعلنت مديريّة الأمن العام مشكورة عن توفر فرص تجنيد لحملة شهادة الدراسة الثانويّة العامة / الذكور، وسترون يوم الأحد القادم الكمّ الهائل من الطلبات على المنصّة التي أعلن عنها!!
إخواني .. أخواتي
لنعد إلى أرض الواقع، ولنخلق لأنفسنا فرص عمل ٍ داخليّة من خلال التوجّه للعمل في القطاعات التي لازالت الأيدي العاملة الأردنيّة تحجم عن الإقدام للعمل فيها، كالزراعة مثلا. فهي عماد الاقتصاد الأردني منذ زمن ٍ بعيد، ومن هنا أدعو الحكومة والنوّاب والأعيان إلى توجيه اهتمامهم لهذا القطاع الذي لا غنى عنه، ودعم المزارعين وكلّ العاملين في هذا القطاع.
وأدعو السّادة النوّاب إلى الالتفات إلى دورهم الرقابي والتشريعي، والبُعد عن الاستعراض والخطب الرنّانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع؛ عليكم أن تشرّعوا من القوانين ما تتلاءم والمرحلة الصّعبة التي تمرّ بها البلاد.
حفظ الله الأردن، وقائد الأردن، وشعب الأردن.