نصف دينار في مسيرة عمرد. عبدالله الزعبي
22-01-2021 08:58 AM
حملق في كبد الشاشة الضخمة الممتدة في أفق القاعة على مدى ناظريه، كأنها السماء مسحت عتمتها وسقطت منها النجوم. أخذه بعيداً منظر الممثلين الرابضين على الستار الأبيض، إذ ترطن السنتهم الأعجمية بلغة يكاد لا يفهم منها سوى بضع كلمات، ما زال يتعلمها في الإبتدائية وعلى مشارف الإعدادية. غاص جسمه اليافع في المقعد الخشبي ذي المساند المتأهبة التي تتناثر صفوفاً على طول الصالة وعرضها، بينما عيناه النضرتان تتسابقان في معاينه الوجوه والمشاهد والحديث تارة وقراءة النص المترجم أخرى. توقدت أنفاسه وتحمست جوارحه على وقع التجربة والنافذة وأحلام النهار، تفتحت حواسه على عوالم خلف الزمن والشاشة، وأناس وراء الألسن ومدائن القضبان والبحار. أسرته تلك الرحلة الأولى في فضاء التضاهر وأجواء الأداء والتمثيل ومكثت في خاطره عبر السنين البعيدة المتواريه في ضباب العمر ومتاهات الحلم. تلك لوحة أتقن في خياله رسمها بألوان قزح وألحان آماله الوليدة مثلما ريشة فنان. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة