بعد مخاض انتخابي عسير، ومناخات أمنية مشددة، وظروف وبائية استثنائية، وصل الرئيس جو بايدن إلى الكابيتول وأدى اليمين الدستورية رئيسًا للولايات المتحده الأمريكية، وضمن أجواء غير اعتيادية لمراسم التتويج تخللها عزف منفرد، في ظل غياب الرئيس السابق «ترامب» عن مراسم الترسيم وصل الرئيس جو بايدن إلى البيت الأبيض، وحمل حقيبة الأمان النووي، وجلس داخل المكتب البيضاوي رئيسًا هذه المرة بعد أن كان مشاركًا فيه نائبًا للرئيس السابق بارك أوباما لمدة 8 سنوات.
مراسم الاحتفال التي كانت مقتصرة على عدد من المدعوين نظرًا للحالة الوبائية، ونتيجة للظروف الأمنية غير العادية التي سادت مراسم الاحتفال وذلك نتيجة المخاوف الأمنية التي طالت مراسم التتويج بعد أحداث الكابيتول المؤسفة، جعلها تبدو مقتضبة، لكنها في ذات السياق كانت منظمة ومنتظمة بالتوقيت والمراسم بين واشنطن محط أداء القسم للرئيس الجديد وفلوريدا، حيث غادر الرئيس المنتهية ولايته إلى مكان إقامته لتتم بذلك وبنجاح عملية تسليم السلطة للرئيس جو بايدن، وكاميلا هاريس نائبة الرئيس والتي بدورها دخلت التاريخ كونها أول امرأة تعتلي هذا المنصب في التاريخ الأمريكي.
وبعد 244 عامًا من النهج الديمقراطي في الولايات المتحدة يعود الكابيتول ليشهد مراسم جديدة من تسلم السلطة، ويقود الشعب الأمريكي والمؤسسات الدستورية كما اعتاد على ذلك الأمريكيون ذلك منذ الرئيس لينكولن للاحتفال بتسليم السلطة إلى الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس، وهو ما يشكل نهجها ديمقراطيًا قويمًا، ويؤكد على مكانة أمريكا، وعمق نهجها الديمقراطي، ودورها بتعظيم هذا النهج وتأصيله.
وفي كلمته خلال التنصيب أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة تعزيز مناخات الوحدة، ونبذ الخلافات من أجل أمريكا ووحدة صفها، كما دعا الرئيس بايدن لضرورة.
تكاتف الجهود من أجل القضاء على الوباء من خلال أخذ المطعوم، والالتزام بضرورات السلامة العامة حتى انتهاء الوباء، وعودة الحياة إلى طبيعتها، ذلك ما أكد عليه الرئيس بايدن، كما أكد على أهمية تضافر الجهود لتحقيق العدالة والمساواة، ونبذ التطرف بكل أشكاله، وهذا ما يعد تحديًا لأمريكا كما للبشرية، كما دعا الرئيس بايدن إلى ضرورة العمل من أجل عهد جديد يقوم على القبول بالآخر، ورفض ثقافة التضليل والاتهامية، وتعزيز النهج الديمقراطي القائم على المواطنة، والعمل المشارك من أجل الأمة الأمريكية والإنسانية جمعاء.
والأردن الذي تربطه مع الولايات المتحدة علاقات إستراتيجية عميقة، كما تربط جلالة الملك عبدالله الثاني علاقة صداقة مميزة مع الرئيس جو بايدن، يرنو إلى علاقات أكثر تميزًا، وتشاركية وثيقة من أجل تعزيز مناخات الاستقرار والأمان للمنطقة وشعوبها، وبما يعزز العلاقات الثنائية، ويقود إلى حل عقدة النزاع الرئيسة في المنطقة من أجل السلم الإقليمي والسلام العالمي، وهو من المتوقع أن يكون حاضرًا خلال اللقاء الذي من المنتظر أن يجمع جلالة الملك والرئيس جو بايدن في البيت الأبيض، فالمنطقة بحاجة لجهود مخلصة، ورؤية مستشرفة، وقادرة على تعزيز مناخات الاستقرار في ربوعها، وهذا ما يمكن للرئيس الأمريكي جو بايدن تجسيده على الواقع، وبثقل أردني على اعتباره مرتكزًا قويمًا للحل، وبوابة ضرورية لإحلال السلام في المنطقة، ولدى شعوبها وللقضية المركزية فيها.
الدستور