فيلادلفيا .. الإبداع حق للجميع
رنا شاور
21-04-2010 01:44 PM
مبكّرا عرف التاريخ انطلاقات الصالونات الأدبية التي اهتمت بالشأن الثقافي والإبداعي عموما ً، ومبكّرا احتل الصالون الثقافي الشهرة الواسعة والمكانة الهامة لاستعراض الآراء وتبادل الخبرات، خاصة في غياب مؤسسات ثقافية تعنى بمثل هذا الأمر وتنظمه في وقت سابق.
لطالما كانت الصالونات الإبداعية انعكاس صحي لواقع الآداب والثقافة والفنون في المجتمعات.. فهل ينكر متابع أثر هذه الصالونات، التي استمرت حتى بعد ظهور الأندية الثقافية، في الربط بين مجموع كبير من الأدباء والمبدعين في شتى المجالات وتبادل الخبرات التي توسع الأفق وتثري المسيرة الإبداعية؟.
لا يمكن التغاضي عن دور الصالون الثقافي أينما وفي أي وقت حلّ، فبقدر ما يستطيع أن يفتح المبدعون عقلهم وقلبهم للآخرين، بقدر ما سينثرون في الأفق سراجات تنير سماء الثقافة العربية.
واجبنا أن ندعم أي مبادرة تعيد الألق والدور للصالونات الأدبية التي تراجع دورها، تلك التي اندثرت تقريبا ً أمام سطوة الإعلام على مر الزمان، ثم تدخّل الانترنت والمدونات الالكترونية وهيمنة الصحافة وكلها أدت إلى اشباع في النقاش الأدبي، غير المؤثر في غالب الأحيان.
لكن التجدد والتوسع في وسائل التعبير ونشر الفكر أو تبادل الخبرات لا يمكن أن يكون عائقا ً إن أردنا نحن ذلك، إنما التركيز على الاستعراض والظهور الإعلامي من فئات قليلة ومسيطرة، هيمنت عبر هذه الوسائل الجديدة التي حلت مكان الصالونات الأدبية وميزت، يوما ً، الحراك الثقافي وأثرت به عندما كان همها التركيز فقط على الثقافة والأدب بشكلها الحقيقي.
أمام تراجع حضور النقاش الفكري المؤثر أعبر عن فخري بانطلاقة صالون فيلادلفيا الإبداعي ، ونقول بصدق أنه يقوم بجهود أفراد أتوا مدججين بخبراتهم وإيمانهم بأن للآخرين الجدد الحق في فرصة تشير إلى استحقاق وجودهم على الساحة الإبداعية .
على يقين بالله نحمل قناعة وأملا ً أن تشكل رسالة (صالون فيلادلفيا الإبداعي) الخالية من مصالح شخصية أو أجندات مشبوهة وبجهود مبدعي هذا الوطن منارة فكرية وأدبية وثقافية ونتمنى أن يعيد ألق الثلاثينيات من القرن الماضي ويثري حضوره الشهري المشهد الفكري برمته.. ذلك المشهد الذي لا زال يضن بالفرصة ، ويكتفي ، بالتركيز على مكتسحي الصفوف الأولى الذين يستطيعون تقديم عناوين جديدة للإبداع لكنهم لا يرغبون بذلك عندما يمارسون الإقصاء!.
الروح تسمو بتأثيرات الجمال، والإبداع حق للجميع .
عن الراي.