مسرحية عالمية تفضح بنية "الاستبداد"
يوسف عبدالله محمود
21-01-2021 05:58 PM
كاتب المسرحية العالمية الأديب الروسي الكبير "غوغول" واسمها "مفتش الحكومة". ومع انه أراد من خلالها تصوير حجم "الفساد" في بلاده القيصرية آنذاك، فإن فصولها وبنيتها تنسحبان على كل البلدان التي يسودها القهر والاستبداد وبخاصة المجتمعات النامية.
ما مضمون هذه المسرحية التي تلدغ واقع الاستبداد في العالم؟
تتحدث هذه المسرحية التي نالت استحساناً في عصرها -القرن التاسع عشر- عن مدينة روسية استشرى فيها الفساد وبخاصة بين موظفي الدولة الى حد جعل الفقراء يضجون من هول هذا الفساد. ويبدوا انهم سمعوا ان حكومة بلادهم استفزها حجم الفساد وخشيت على نظام الحكم، فقررت ارسال "مفتش الحكومة" ليستجلي الواقع. وهنا دبّ الفزع في صفوف موظفي هذه المدينة الذين أدمنوا "الفساد" حتى صاروا من أثرى الأثرياء، سيما وانهم سمعوا ان "المفتش" سيكون "متخفياً" حتى لا يعرف حقيقته أحد!
ما حصل بعد ذلك أن قدم الى مدينتهم رجل "غريب" ليس من مدينتهم، ونزل في أحد فنادق المدينة، المفارقة انهم حسبوه "المفتش" المتخفي، فدب الذعر فيهم، ماذا سيفعلون حين يكتشف امرهم وهم الغارقون في الفساد، حاولوا التقرب اليه بكل وسيلة مشروعة وغير مشروعة معتقدين انه "مفتش الحكومة" الذي سمعوا عنه، دهش هذا الرجل الطارئ على مدينتهم من هذا التقرب اليه، وبفطنته وقف على "السر"، فوجدها فرصة مواتية للابتزاز، ليسكت عن فسادهم مُتقناً "اللعبة" التي انطلت عليهم، وبهذه الوسيلة جمع من موظفي الحكومة مالاً وفيراً هرب به بعد جمعه! أما المفاجأة التي اذهلتهم فكانت في وصول المفتش الحقيقي الذي حضر للتحقيق في الفساد بعد مغادرة "الغريب" مدينتهم!
اتساءل هنا: ألم يُعرِّ غوغول فساداً عالمياً حين يسود القمع الاستبداد؟ الم يكشف عواراً اوجدته "الرأسمالية في كل المجتمعات الغارقة في "التخلف".
متى تسود العدالة عالمنا؟ متى تنتهي مقولة تتردد على بعض الالسنة: "كل البلدان فيها فساد"! إنها مقولة تبرر نوايا قائليها الخبيثة!